بعيداً عن الأدب.. محاضرة علمية للباحث حسن بلال في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب (نقلاً عن البعث)
طرطوس ـ محمد محمود
نمط جديد من المحاضرات العلمية المتخصصة قدمها فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس لرواده ومتابعيه في لقاء الأحد الأسبوعي، إذ ابتعد النشاط عن الأدب والثقافة، وسلّط الضوء على أكثر المنجزات العلمية أهمية والتي حدثت وتحدث على مستوى العالم في العام الماضي وما سبقه ضمن تلخيص وعرض شيق وغني للباحث حسن بلال استعرض فيه تلك المنجزات وأثرها على مجتمعنا خاصة والعالم عموماً.
وفي تصريح لـ”البعث”، بيّن منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب أن الفرع ومنذ بداية عمله حرص أن يتجه كلما أمكن باتجاه القضايا العلمية المكملة للمواضيع الأدبية والثقافية المختلفة، موضحاً أن موضوع محاضرة شيق، وتالياً نحن أمام حالة تشدنا وتكشف لنا أكثر مشكلات العصر أهميةً وما نعيشه ما تطور علمي وتقني متسارع.
من جانبه، بيّن الباحث بلال أن الثقافة العلمية في مجتمعنا ما تزال تراوح مكانها في مجتمع يتقدم ببطء شديد بفعل عوامل مختلفة والظروف التي مرت، والمطلوب اليوم أن يقف الكتّاب والمثقفون عند دورهم وتعميم الثقافة العلمية وتوضيح ما يحدث في العالم للقراء والمتابعين، فهناك منجزات علمية كانت على أيدي علماء مختلفين منهم العالم المصري أحمد زويل والعالم التونسي الباوندي وغيرهم وطرحت تساؤلات مهمة على مستوى فصل الإلكترونات عن رابطتها، كما تحدث عن منجزات مختلفة كالميكروسكوب رباعي الأبعاد ورؤية الذرة والجزيء الصغير، وهذه الفكرة قدمت معلومات مذهلة عن التفاعلات البيولوجية ضمن أجسادنا.
كما شرح موضوع النقاط الكمومية وميكانيكا الكم الذي أتى بعد النظرية النسبية، والمواد النانوية المعتمدة ذات الأبعاد الصفرية والتي حققت التشابك الكمي وحولت الصناعات الإلكترونية والشرائح ذات الطاقات المحددة لاستخدام الفوتونات، وتالياً سنشاهد خلال العشر سنوات القادمة حواسب كمومية بدل الحواسب الإلكترونية التقليدية ذات قدرة هائلة على تخزين البيانات لا تحتاج إلى طاقة كبيرة، ومثالها ما صنعته الصين العام الماضي لحاسب كمومي ينجز أكثر من الحاسب العادي بـ ١٨٠ مليون مرة، فغالبية العمليات المعقدة ستتم بزمن قياسي.
وفي مجال الاختراعات المتناهية في الكبر، شرح الباحث الأفكار التي سمع عنها معظم المهتمون في الصحف العالمية العام الماضي حول الشمس الصينية التي تأتي ضمن تجارب بحثية ضمن حاجة الصين وسعيها إلى مصادر وموارد جديدة للطاقة بمحاكاة ما يحدث في الشمس من تفاعلات وتطبيقها بشكل مصغر للحصول على طاقة جديدة لا متناهية.
يذكر أن الباحث حسن بلال متخصص في العلوم الفيزيائيه والكيميائية ويحمل دبلوم إعلام علمي، وهو عضو مؤسس جمعيات علمية عربية عدة، وله باع طويل في الكتابة للمجلات العلمية والأدبية حيث يأخذ أغلب ما يكتبه طابعاً علمياً وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وجمعية الدراسات والبحوث وله منشورات عن وزارة الثقافة في سورية الطاقة النووية واستخداماتها، وتقنية النانو والطاقة الشمسية والهندسة الوراثية وصدر له منشورات، مؤخراً، حول تلوث البيئة والطاقة البديلة.