الهم الوطني والعربي يكسر برنامج أمسية الشعر في حمص (نقلاً عن البعث)

حمص- عبد الحكيم مرزوق

 استضاف فرع حمص لاتحاد الكتّاب العرب، يوم أمس، أمسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء بحضور جمهور من الأدباء والمهتمّين، وقد سيطر على الأمسية الهم الوطني والوجداني والإنساني.

واستهل الأمسية أمير الشعراء حسن بعيتي الذي اعتذر من الجمهور لأنه كان ينوي قراءة قصائد جديدة، لكن ما يحدث من عدوان إسرائيلي على الجنوب اللبناني وعلى غزة وعلى البلدات الفلسطينية المحتلة فرض ذاته، وأضاف: “كلنا اليوم يتألم لهذه الأحداث التي تفضح صورة العالم البشعة”، لذلك عاد إلى نص قديم ومنه هذا المقطع:

وفي الشام رغم العجاف الطوال

كنوزٌ من الحبّ لا تنفَدُ

تضيء الزمانَ

فلا شمسُها تغيبُ

ولا بابُها يُوصَدُ

أرى وجهها اليوم يشبه حزني

ويُوشِكُ من حسنه يُعبَدُ

وكم ذا سمعْتُ لها عاشقاً

له خلَدٌ صابرٌ مُجهَدُ

يقول أيا شامُ لا مَرَّ بأسٌ

عليكِ ولي مَوردٌ يُورَدُ

فوا الله لو كان يكفي دمي

وقيلَ أتى يومُكِ الأسوَدُ

حملتُ دِمايَ على راحتي

وقمتُ على الحق أُستشهَدُ

وقرأت الشاعرة خديجة الحسن مقطوعات شعرية عدة، منها “يا حنون”، و”حين يثور البحر”، و”بوابة الدمع”، وتقول فيها:

أغلق بوابة الدمع

وأغرق صدري بالفرح

يأتيني الطعن

والسهام تشتهي ظهري

يحط على كتفي قاتلي

يواري عظامي في الثرى

أمضي

في ثنايا التذكارات الموجعة

أرى ما لا تراه العين الشاهدة

أتذكر أغنية الشيخ إمام

والغدر يغطينا من قمة هامتنا حتى الأقدام.

وقرأ الشاعر أسد الخضر قصيدتين، الأولى بعنوان “سندباد”، والثانية بعنوان “مرآة الطين العجوز”، ومنها هذا المقطع:

من قال إن الجسم أول قطرة    والظل آخر نقطة في سطره

ما عمره كم عمره هل عمره    إلا رؤاه في مرايا سره

علمه يا عمر ارتكاب قصيدة    لكي يطمئن إلى حقيقة خمره

وهل المرايا لعنة أم حكمة     أم ثم من معنى لم يدره

وقدمت الشاعرة عبير ديب مقطوعات شعرية عدة بدأتها بمقطوعة زجلية بعنوان “ما بعرفوا” ونصاً بلا عنوان وقصيدة لعيني بدر دحلان الذي عذب في سجون المحتل وخرج بصورة مؤلمة وفيها تقول:

لعينيك…

أيقونتان معلقتان على سقف روحي

تَنِزّان زيت الفجيعة…

معجزتان تخيطان جرح السؤالْ

لوجهك..

هذا الجميل كآخر سور أمام انتحار الجمالْ

لرعشة هدبك

ضحكة قلبك

عمرك قبل اغتيال السنين

وعمرك بعد النجاة -إذا ما نجوت- من الاغتيال

أقدّم قلبيَ نذراً… ولكن!!

لعينيك خير النذور القتال

وقدّم الشاعر طالب هماش قصيدتين، الأولى بعنوان “النساء الحزينات”، والثانية بعنوان “تنهيدة ناي محترق” وفيها يقول:

دائماً كنت ألمحها

وأنا شارد البال في شارع الأربعين

تتساقط الدموع التي اعتصرتها

ليالي العذابات

تتساقط في الطرقات

وتدوس على دمعها -غير دارية-

أرجل العابرين.

واختتمت الأمسية الشاعرة ريناز جحواني وهي من هيئة الفريق الثقافي الشبابي بفرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، حيث ألقت مقطوعتين شعريتين نقتطف منهما هذا المقطع:

على مطلع الأبيات ضجت جوانبه      وكاد يراق العشق لو هو كاتبه

فأيان يلقى الليل لفت شاعر              فيفضح ما يبدي مهما يحاربه

ومن قال إن ابن الملوح وحده            يذل أمام الحب حين يخاطبه

فرفعة من يهوى شقي بحبه             ويدرك أن الحب بات لاهبه

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات