الندوة الوطنية للترجمة تطلق توصياتها (نقلاً عن الثورة)
بمناسبة يوم المترجم العالمي كانت ندوة الترجمة التي أقامتها عدة مؤسسات ثقافية وعلمية سورية وقد استمرت ليومين بحضور المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين، ومديري الهيئة، وأعضاء من اتحاد الكتاب العرب، والمترجمين والمهتمين بالشأن الثقافي. ووزعت محاور هذا اليوم على جلستين؛ أدار الأولى منهما د. باسل المسالمة الذي قدم ورقة عمل حملت عنوان (ترجمة مسرحيات شكسبير وأثرها في النهضة العربية الأدبية) تناول فيها ترجمة أعمال شكسبير وما تركته من أثر في النهضة الأدبية العربية، ولا سيما أن المسرح العربي كان حافلاً بأعمال هذا الكاتب المسرحي المترجمة، وحضوره لا يزال قوياً في المسرح العالمي. بدوره ألقى د. عدنان عزوز في مداخلته التي حملت عنوان (الترجمة جسر تغيير المجتمع) الضوء على الأديب والكاتب المصري رفاعة الطهطاوي الذي يُعدّ رائد التجديد والحداثة في مصر والعالم العربي، وذلك نظراً للدور الذي لعبه في النهضة الفكرية في هذه البلدان، وإدراكه أهمية الترجمة في تمزيق رواسب الجهل والتخلف، الأمر الذي دفعه إلى ترجمة أمهات الكتب ورفد القارئ والمكتبة العربية بها.
أما أ. حسام الدين خضور فقد تناول موضوع (الترجمة التفاعلية) إذ بيّن أن الترجمة في حد ذاتها هي عملية تفاعلية يليها نوع من التفاعل الفكري يؤثر في المترجم نفسه وفي المتلقي، وقسّم هذا التفاعل على عدد من المستويات كل منها يتناول خاصية بعينها، ليلج بعد ذلك إلى أهمية الترجمة وأثرها في أدبنا القومي، وفي نهضتنا الحضارية، ودورها في رفد هذا الأدب بعدد من الأجناس الأدبية التي ما كان سيعرفها لولاها، وليخرج في نهاية حديثه بعدد من التوصيات، لعل أبرزها: إحداث مركز وطني للترجمة، واتحاد للعاملين فيها.
من جانبه عرض أ. جوان جان في ورقته لقبسات من حركة الترجمة في المسرح السوري موضحاً الدور الذي لعبته الترجمة في النهضة التي شهدها المسرح السوري في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث انبرى المترجمون في ذاك الوقت إلى نقل منتخبات الآداب العالمية إلى اللغة العربية، وفي مقدمتها المسرح. لتتناول أ. آلاء أبو زرار في أثر الترجمة على العولمة وعلى الوعي الجمعي، وتطرح أمثلة لأعمال مترجمة كان لها أثر في الفكر العربي، وتبحث في الجوانب القاتمة والمشرقة لهذا الأثر.
تابعت الندوة أعمالها في جلسة ثانية وختامية أدارتها د. زبيدة القاضي تحدث فيها د. منتجب صقر عن دور المترجم الأدبي في إحياء حركة الآداب إذ سلط الضوء على أهم حركات الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، أو بالعكس. كما أكد على أهمية التشبيك بين ورش العمل التي يقوم بها المترجمون، وما يُنفذ من أعمال على خشبات المسارح. وناقشت د. ميسون علي دور الترجمة في إثراء وتطور المسرح، كما قدمت لمحة موجزة عن تاريخ ترجمة النص المسرحي الأجنبي إلى العربية في سورية، وعن تأخر تأثير المسرح على الثقافة العربية، وكيف بدأ هذا التأثير مع مشاهدة العروض المسرحية في أوروبا، وليس بقراءة النصوص المسرحية المكتوبة. في حين أجابت د. ريم شامية عن جملة تساؤلات عن المسرح العربي قدمت في المرحلة الأولى منها دراسة عن الترجمة المسرحية، وحضورها في المسرح العربي، فيما خصصت المرحلة الثانية للحديث عن إيجابيات هذا الحضور وسلبياته.
أما أ. ثراء الرومي فقد دارت مداخلتها حول الرواية العربية ودور الترجمة في تطورها.
وفي الختام قدم المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين، ومدير الترجمة في الهيئة د. باسل المسالمة شهادات مشاركة للسادة الباحثين المشاركين في الندوة تقديراً على جهودهم المبذولة فيها.