الكتاب العرب يودعون فائزهم الخضور بحفل تأبين وندوة نقدية

رياض طبرة- عضو المكتب التنفيذي

ودع اتحاد الكتاب العرب ابنه البار الشاعر الكبير فايز خضور وداعاً يليق بواحد من أهم رموز الشعر السوري الحديث والمعاصر والذي أفنى حياته مخلصاً للكلمة الصادقة الجريئة وللحرف المجدد الباحث عن مكانة له بين آداب العالم المتقدم، فقد أقام الاتحاد يوم الاثنين الماضي حفل تأبين مهيب وندوة نقدية نوعية تناولت تجربة الشاعر الراحل الطويلة والعميقة.

د. محمد الحوراني: الانتماء الحقيقي

وفي كلمته بين د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أي فراغ تركه رحيل الشاعر فايز خضور وهو الذي حرص على أن يتطهر بالكلمات على مدار ستة عقود أو يزيد، وأسفر وضوؤه عن أيقونات في الثقافة السورية والشعر السوري سيخلدها التاريخ وتحفظها الأجيال.

ويؤكد حسين عبد الكريم أن قدر الإبداع، التحية وليس التأبين، وفايز خضور شاعر كبير يقيم في جمر الكتابة، وصديق كبير، جنوني يجاور جنونه البصير، تتعلم من كرومه الكبيرة فنون اليفاعة الخضراء، مثقف بالقراءات والاعتداد اللغوي، يكتوي بالكحل حتى يبح صوت المحابر، تقاسما سنوات العمر بتفاصيلها كافة، تبدأ من مفترقات الكتابة ولا تنتهي عند لحظات تجمعهم على موائد الحياة المتنوعة.

د. صفوان سلمان: الوطن قتال

اعتبر فايز خضور أن حضورَ الأسطورة والتاريخ السوري في نصه شأنٌ معرفيٌّ، فالنهضة التي يعمل لانتصارها تستمد روحها من مواهب الأمة وتاريخها الثقافي والسياسي والقومي، وتلك هي الروح السورية التواقة للنهوض، تستمد عمقها وتوقها من إنتاج رجالها الفكري والعلمي ومن مآثرها الثقافية أبجدية وشرائع وعمران، ومما خلده السوريون أدباء وفنانون وقادة: من زينون الرواقي على يوحنا فم الذهب.. فالمعري والكواكبي وجبران، ومن سرجون وسنحاريب ونبوخذ نصر ويوسف العظمة الثاوي في ميسلون..

يانا فايز خضور: إرثه الثقافي مهم جداً

وبينت ابنته يانا فايز خضور بأن والدها عاش حياة حافلة بالتحديات والنضال والثبات على مبادئه الوطنية والقومية حتى آخر يوم في حياته، ولطالما أكد بأن الحياة كلها وقفة عز فقط،، وكانت الحقيقة والصدق هما أساس الشخصية القويمة” لا تكن إلا حقيقيا” كانت تلك كلماته الدائمة لنا، وترك لنا مكتبة تضم آلاف الكتب النادرة.

د. سعد الدين كليب: تجربة شعرية هامة

وعرض د. سعد الدين كليب لتجربة الشاعر الغنية” لغويا، إيقاعيا، تصويريا” من جهة، وفي التراسل الجمالي من جهة أخرى، وبين أن تجربة خضور واحدة من أهم التجارب الشعرية السورية والعربية في شعر الحداثة، بما انطوت عليه من تشكيلات لغوية وإيقاعية وتصويرية، ومن أشكال فنية غنية ومتنوعة، ومن قيم جمالية وثقافية وفكرية عصرية، ما أثرى حركة الشعر الحديث عامة.

د. بتول دراو: مخلص لشعره

وتقف د. بتول دراو عند بعض آرائه التي تعبر عن شخصيته الإنسانية والشعرية، فما يهتم به هو التخصص، فإما أن يكون شاعرا، أو لا يكون، يدفعه في ذلك إخلاصه العميق ومحبته الكبيرة للشعر، يتضح ذلك من آرائه التي كان يطرحها في لقاءاته وقد انطلق فيها من الرؤى الجمالية الواعية في معالجة قضايا الشعر والشاعر، وجاء تركيزه على النص الشعري ووسطه، ثم كان ينتقل إلى العوالم المحيطة به، التي تشكل مجتمعة تلك التجربة الشعرية الحداثية. وأضافت أن النقاد يجب أن يهتموا بالحركة الشعرية انطلقت بعد ستينيات القرن الماضي أي جيل السبعينيات والثمانينيات وما بعده.

د. نزار بريك هنيدي: تجربة شعرية رائدة

وبين د. نزار بريك هنيدي أن فايز خضور من أهم الشعراء الذين اشتغلوا على بنية نصوصهم الشعرية، وخاض غمارا كثيرة من التجارب الفنية والمغامرات اللغوية والإيقاعية والتخييلية، وامتاز بقدرته الفذة على تحويل تجاربه الشخصية بكل حدتها وآلامها إلى تجربة شعرية فنية تحمل صدق عواطفه ورهافة أحاسيسه ووحدة انفعالاته التي تنتقل توتراتها واهتزازاتها إلى أوتار قلوب المتلقين.

د. جمال أبو سمرة: بناء شعري متين

وتناول د. جمال أبو سمرة بناء القصيدة عند الشاعر فايز خضور ليصل إلى نتيجة مفادها أن خضور تخطى حدود القولبة الشعرية، ورأى ان التجربة الشعرية وحركة القصيدة الداخلية هي التي تحدد شكلها وبناءها الخارجي، وتحدو بالشاعر لينساق خلف عربتها، وهذا ما وشى به تنوع آليات البناء التي جاء بها شعره، فهو يملك أنواعا مختلفة تكشف قدراته الفنية المتنوعة.

شوقي بغدادي: شعره يحاكي شخصيته

وقرأ د. راتب سكر ما كتبه شوقي بغدادي في تأبينه للشاعر فايز خضور، وقدم خلالها شهادة نقدية لمجموعته الشعرية التي حَمَلَتْ عنوان” ثمار الجليد” ليشيد بأسلوب الشاعر وموهبته في اختيار الموضوعات والتعبير عنها لغويا، وكان يستخدم الأسلوب المجازي الماهر ويتقن في الآن نفسه استخدام اللغة والأفكار في تعابيره، وهذا التضاد في تركيب عنوان المجموعة الشعرية، يعبر عن تناقضات الحياة.

والمجموعة الشعرية تلك تكاد تمثل فايز خضور كاملا في أدائه الفني الرفيع للشعر، ويبدو هو وحده الشاعر الذي لم يعرف الموت، ولن يعرفه.

عدد القراءات : 1727

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات