الفنان عباس النوري .. الصدق الحامل الأساس للعمل الدرامي (نقلاً عن الثورة)

لثورة_فاتن أحمد دعبول:
ربما للمرة الأولى التي يحتفي بها اتحاد الكتاب العرب بنجم درامي كبير، في لقاء مفتوح تميز بحضور إعلامي وجماهيري لافت، وعدد من المثقفين والمهتمين، في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بإدارة الإعلامي ملهم الصالح.
ودار الحوار الذي امتد لأكثر من ساعتين حول عناوين هامة، هدف من خلالها الفنان إلى إيصال رسائل عديدة أهمها دور الكاتب والمثقف وتأكيده على أهمية الحكاية والقصة والدراما في الحياة، والأمر الآخر نبه عباس النوري إلى أهمية المعنى في كل خطاب فني أو أدبي أو ثقافي، وأكد أن قيمة العمل فيما يحمله من مضمون يحمل قيمة ننتظر أثرها الرجعي من قبل المتلقي، والعمل يعتبر فاشلا إذا كان عاجزا عن ترك انطباع أو أثر لدى المشاهد، وبالطبع حتى تكون النتائج مرضية، يجب أن يكون الصدق هو الحامل الأساس للعمل.
وبين عباس النوري في بداية الحوار أن معركتنا مع العدو هي معركة ثقافية، ومن الأهمية بمكان فتح القنوات على المستويات كافة، فهناك الكثير من المبدعين من حقهم أن يأخذوا فرصتهم في المجتمع.
ومن جهته أكد الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الحوار مع فنان مثل عباس النوري لا شك يتطلب التوقف عند مضمونه وخصوصا لما اتسم به من صراحة وشفافية في الحديث عن فقر أسرته، وتحديه للظروف القاسية التي مرت بحياته، وأن هذه الظروف خلقت لديه تحديا ولم تمنعه في أن يصبح نجما كبيرا، ما يؤكد تصالحه مع نفسه.
وتوقف بدوره عند أهم القيم التي طرحها الفنان عباس النوري ومنها الصدق واحترام رأي الآخر، وقال: عندما يكون هذا الفنان حقيقيا لابد أن يتحدث عن الاحترام الذي يمنع من الاختلاف والعداوة، وتمنى أن ينجح اتحاد الكتاب في هدم الهوة بين الإعلام والثقافة، مؤكدا أن هناك هوة فعلا، ويجب العمل بجدية من أجل خلق تعاون بين الاتحاد والفنانين.
وأشار بدوره أن ثمة علاقة متينة تجمع بين الفنان والكاتب، فالعمل الدرامي قائم على عمود أساس اسمه القصة والحكاية، وهذه الحكايات استطاعت عبر التاريخ أن تعيد التذكير بالوعي الجمعي، والمثقف هو شاهد حي على العصر، وعليه أن يكون صادقا في كتابة التاريخ، وألا يفسح للآخرين بتشويه الوقائع.
وبين أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تحل محل الإعلام في جوانب عديدة، وهذا بدوره أوقع الناس في حيرة من زيف ما تنقله هذه الوسائل بعيدا عن معايير الصدق، وربما تصنع نجما أو تسقط آخر دون معايير تحكمها، لذا يجب التنبه، وهنا يأتي دور المثقف، ليدحض ادعاءاتهم الكاذبة، ويكرس الحقائق بالأدلة الدامغة.
وعاد في سيرته الذاتية إلى تفاصيل كثيرة، وأوضح أنه من منبت فقير، ولكن هذا لم يثنه ذلك من متابعة دراسته الجامعية واجتهاده، ليحصد نجاحات متتالية، وقد خبر في مرحلة دراسته الجامعية حياة شخصيات كثيرة، تعيش تلك الازدواجية بين سلوكها، وبين ما تؤمن به، واكتشف مبكرا أن غالبيتهم أصحاب قصص كاذبة.
وبين دور الكاتب في النهوض بالدراما ووضع الكتاب السوريين أمام مسؤولية غياب الأثر الثقافي في الدراما، ويرى أنه من الواجب إعادة النظر بجدارة وأحقية كل من يتصدى للكتابة الدرامية، وأشار إلى أن الجمهور هو المعني بالتقييم والرقابة، وليس الموظفين في رقابة المؤسسة.
وفي الإجابة عن سؤال أن الدراما لا تسلط الضوء على قضايا الشباب، بين أن على الشباب أن يأخذ دوره في المجتمع إدارة الشأن العام، في ظل الحصار الاقتصادي، وهذا يحتاج إلى قوانين محفزة لجيل الشباب.
وفي ختام حديثه وجه الفنان عباس النوري رسالة إلى الكتاب السوريين من على منبر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، دعاهم فيها إلى تحمل المسؤولية مع المبدعين في الدراما، موضحا أن كل من يتصدر الكتابة في الأعمال الدرامية الآن، تجب إعادة النظر في أحقيته فيها.
وبين بدوره أن الفنان هو من يصنع نفسه، ونقابة الفنانين لا تصنع فنانا، هذا جانب يجب أن نعترف به، وثمة أمر آخر يجب أن نقف عنده وهو الحوار، فأنا مواطن من حقي أن أحاسب الجميع، ويجب أن أكون قدوة وأضاف” لا أفكر بجمع منشوراتي على الفيسبوك وإصدارها في كتاب.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات