” العربية ما بين الشعر والنثر”… محاضرة للأستاذ نعيم علي ميا في دار الأسد للثقافة باللاذقية (نقلاً عن الثورة)
الوحدة : 16-1-2023
إذا كانت اللغة وعاء للثقافة والفكر والعلوم، فإن أهميتها ترتكز على أنها تمثل هوية وتراث وتاريخ الشعوب، فاللغة قيمة عليا في تعاقب الحضارات وتعددها .. وهي ليست مجرد وسيلة ربط واتصال بين أبناء الشعب الواحد فقط .. بل إنها تمثل أساس المقومات الحضارية على مر العصور .. وهذا ما نلمسه في لغتنا العربية التي تعد من أقدم اللغات، والتي ما زالت تتمتع بخصائصها ألفاظاً وتركيباً وصرفاً ونحواً وأدباً وخيالاً .. وانطلاقاً من هذه الحقيقة الراسخة في مجتمعنا العربي، استضافت قاعة النشاطات الشاعر والأديب نعيم علي ميا، بدعوة من مديرية الثقافة ودار الأسد للثقافة في اللاذقية، حيث ألقى فيها محاضرة بعنوان ” العربية ما بين الشعر والنثر”.
حول هذه المحاضرة وأهم ما جاء فيها من محاور وإضاءات على الإبداعات الشعرية والنثرية في لغتنا العربية، حدثنا الأستاذ نعيم علي ميا، قائلاً :
اللغة هي أساس الإبداع، وهي المكون الحقيقي لكل من الشاعر والراوي والناثر.
وإن كان لكل منهما أدواته الخاصة، من طريقته بالعرض، لكن الأداة الأساسية هي اللغة.
ثمة من يقف عند الشعر على أنه كلام موزون مقفى دون النثر، لكن الحقيقة أن النثر يحمل الموسيقى كما يحمل الزينة اللفظية (السجع) الذي يوازي ويساوي التصريع في الشعر.
هناك من يسأل : أيهما أسبق الشعر أم النثر؟ وفي الحقيقة من الصعوبة بمكان أن نقول أن هذا أسبق من ذاك، وإن كان الشعر قد عبر وسجل حقائق ووقائع وأخبار وأيام العرب، فهذا لايعني أن النثر، وهو جنس أدبي جديد، لم يتمكن على حداثته، من أن يقارب الشعر في غايته، التي تعتمد الإنسان أصل الأشياء ومحور الأحداث.
وفي خاتمة حديثه قال : لكل من الشعر والنثر أهله، ومحبوه، وراغبوه، ولا يعني هذا إلا أن نقول أن الشعر يشرح بالنثر، وأن النثر يعبر عن الشعر، فكلاهما يكمل بعضه.
الجدير بالذكر أن للشاعر نعيم علي ميا مجموعة من الإصدارات في قصيدة النثر، وهو مدرس لغة عربية، عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو اتحاد الصحفيين مشارك، ومن إصداراته ( لوجهك يرهج ضوء النهار )، و (بوح شوق) في الشعر الصوفي، و (مشروع مفكر) كتاب في الفلسفة، و(بعض الذي ) كتاب في الوجدانيات.