إسهامات الدكتور حسام الخطيب في خدمة اللغة العربية (نقلاً عن الثورة)
الثورة – فاتن دعبول:
عرف الراحل الدكتور حسام الخطيب بثقافته وبعلمه وبسيرته العلمية والثقافية، فقد كان أستاذ الأدب المقارن والنقد الحديث في كلية الآداب، جامعة دمشق، وكان رئيساً لقسم اللغة العربية، لم يعمل في سورية وحدها، وإنما أيضاً كان يعمل في جامعة اليمن وجامعة قطر، ويتمتع بسيرة علمية متعددة الأبعاد.
وأضاف د. محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق يتحدث عن سيرة الراحل حسام الخطيب، أنه عمل عميداً لكلية التربية في جامعة اليمن، إلى جانب تسلمه منصب معاون لوزير التعليم العالي في سورية عام 1974، واستمر سنتين في هذا المنصب، وكان في الآن نفسه مستشارا ثقافياً وأميناً عاماً بالوكالة في الاتحاد البرلماني العربي، ومستشاراً في رئاسة مجلس الشعب في سورية، وعضو هيئة تحرير مجلة الآداب، وهو أيضاً عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب، وعضو مؤتمر اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
حصل على عدة جوائز، منها جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة الملك فيصل في مجال الأدب، وجائزة النادي الثقافي، وأسهم في مؤتمرات عدة وله مؤلفات أيضاً في مجال اختصاصه ومجالات ثقافية أخرى.
” إسهامات الدكتور حسام الخطيب في خدمة اللغة العربية” كان عنوان المحاضرة التي ألقاها د. عبد النبي اصطيف في مجمع اللغة العربية بدمشق، تناول فيها د. اصطيف وهو واحد من أبرز تلامذة الراحل الخطيب، أبرز المحطات في حياة أستاذه وبين أن الناظر في سيرته الحافلة بالإنجازات الفكرية والعلمية والثقافية، يتبين له بوضوح أن صاحبها بوصفه باحثاً مثقفاً، قد جمع بين البحث والدراسة والنقد والتأليف من جانب، وبين العمل العام مدرساً ومحرراً وأستاذاً جامعياً وإدارياً وعلمياً وبرلمانياً نشطاً على المستوى القطري والعربي والدولي من جانب آخر.
وبين المحاضر حب حسام الخطيب الأول وهو النثر القصصي العربي في سورية الذي بدأ مبكراً بالتحقيق الأدبي الذي أجراه في مجلة المعلم العربي في العام 1966 عن كتّاب القصة السورية، وأفضى به إلى الانصراف بعدها لدراسة مسيرة هذه القصة في رسالته لدرجة الدكتوراه في جامعة كامبردج، ونشر مقالات عدة عن المؤثرات الأجنبية في القصة السورية، وكان له العديد من المؤلفات” أبحاث نقدية ومقارنة، سبل المؤثرات الأجنبية وأشكالها في القصة السورية، وكتاب الرواية السورية في مرحلة النهوض، وكتابه القصة القصيرة في سورية، ريادات ونصوص مفصلية”
وأوضح د. اصطيف جانباً آخر في مسيرة أستاذه وهو حبه للأدب المقارن نظراً وتطبيقاً وتأريخاً، وهو حب منشؤه تكوينه الثقافي الذي جمع فيه بين الثقافتين العربية والغربية، فضلاً عن أسفاره العديدة التي شملت معظم بقاع الأرض.
ويسجل للخطيب إدخاله مقرر الأدب المقارن في جامعة دمشق في برنامج الإجازة في اللغة العربية وآدابها للمرة الأولى عام 1972، ووضع كتاب الأدب المقارن في جزئين، وكان عمله في في قضية الأدب المقارن حافزاً له لإنجاز دراسات مقارنة للأدب العربي الحديث، والتي تحولت بدورها إلى كتب لا يستغنى عنها في هذا الحقل المعرفي المهم.
وبدوره بين أن تواصل الخطيب مع الثقافة الغربية والعالمية كان تواصلاً مستمراً بسبب دراسته في بريطانيا، ومن ثم أسفاره الكثيرة إلى مختلف العواصم، محاضراً أو مشاركاً في الاجتماعات والندوات والمؤتمرات، ومما أشار إليه المحاضر أن توجه الخطيب كان توجهاً قومياً عربياً، فهو لم ينقطع يوماً عن النظر إلى الظاهرة الأدبية القطرية المدروسة في إطار الظاهرة الأدبية العربية القومية حتى في دراسته للنثر القصصي في سورية.
وفي سعيه إلى إبراز الهوية الفلسطينية المهددة على مختلف المستويات من قبل العدو الصهيوني، حافظ على العلاقة العضوية الحميمة بين الإسهام الأدبي العربي الفلسطيني والأدب العربي الحديث، كون قضية فلسطين قضية العرب المركزية.
مما يذكر للخطيب أنه في كل ما ارتاده من آفاق، كان يبذل ما وسعه الوقت والجهد والخبرة المتنامية المصحوبة بالعزم منطلقاً نحوها برغبة صادقة في التطلع نحو الأفضل في الحياة الثقافية العربية، لتكون المرجع والمعين لطلاب العلم والباحثين للمضي في درب العلم والحقيقة.
الدكتور عبد النبي اصطيف هو من خريجي جامعة دمشق عام 1973، وخريج جامعة أوكسفورد في بريطانيا عام 1983، عمل في المؤسسة العامة السورية للكتاب، وهو مؤسسها، وهو أول من تسلم هذه الهيئة، عمل خبيراً في قسم الآداب واللغات في الموسوعة العربية في سورية، وعضو في الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، وعضو في هيئة تحرير عدة مجلات” مجلة جامعة دمشق للأدب والعلوم الإنسانية، وشارك في تأليف 18 كتاباً في اللغة العربية والإنكليزية أيضاً، وله مؤلفات عدة منها” العرب والأدب المقارن، من الأندلس إلى أمريكا، سورية مملكة الكتابة العريقة، وكتاب نحن والغرب، من صدام الحضارات إلى الشراكة المعرفية”.