“أنشودة وطن”.. مهرحان أدبي في فرع دمشق لاتحاد الكتاب (نقلاً عن الثورة)

الثورة – رفاه الدروبي؛:

نظَّم فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب مهرجاناً أدبياً بعنوان: “أنشودة وطن” شاركت فيه الدكتورة بيسان أبو خالد، والشاعرة خلود كريمو، والشاعران حسام مقداد، عماد الدين الطه”، بإدارة الشاعر علي الدندح.
رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور أشار إلى أنَّ المشهد الثقافي أصبح أساسياً في المسرح الثقافي السوري لأنَّ مسؤولية الاتحاد تسليط الأضواء على القضايا الجامحة وخاصة الوطن، واعتبرها قضية أعلى من أي انتماء ورسالة سامية والعزف عليه لحن تاريخي أبدي يجعلنا في وحدة ثقافية فكرية وانتماء وإرادة، إضافة إلى تكوين الأجيال وتربيتها على حبِّه.
بدايةً، استهلَّ الشاعر سامر منصور المهرجان مقدماً مقطوعة شعرية للدكتورة بيسان أبو خالد عنوانها: “حبيبي قاتلي” ورد فيها:
ها قد قطفْتَ من الدماءِ ورودَها
ونفيْتَها
من موطنِ الروحِ الطليقْ
مزَّقْتَ سكبةَ ثغرِها
وسلبتَها شهْدَ الرحيقْ
زُهريَّةُ البلّورِ كم ضاقَتْ على
أوراقِها فترنَّحَتْ
من بعدِ ما عزَّ الشهيقْ
ماذا فعلْتَ بنجمةٍ؟
أنت الذي قطفَ السَّنا
من هدْبِها
أنت استنَرْتَ وفي الدجى
راحَتْ تُفتِّشُ عن بريقْ
كما أتبعها بقصيدة ثانية للشاعرة بيسان أبو خالد عنوانها “توقّع” قرأ منها:
وداعاً لهذا الرزاذ الذي بلَّلَ العشب في طبقات المدى
عارياً من غيوم بكَتْ.. سوف آتي
هنا بغتةً يستحيلُ الكلامْ
وكنت يسوعاً لبرهة حبٍّ
تجادلُ موضوعَ صلبك في أوَّلِ المستحيلْ
وداعاً لنا عند أول ناصية برعمت خطوة.. في الرحيلْ
تتمزَّق بينَ اتجاهينِ.
ثم أنشدت الشاعرة خلود كريمو قصيدتين من البحر البسيط. الأولى وطنية عنوانها: “ملحمة النصر”
مَا لِلْقَصِيْدِ أَبَى يَبُثُّكَ مَطْلَعَهْ؟
ذَبُلَ الحَصِيْدُ وخَابَ مَنْ قَدْ أَيْنَعَهْ
ماتَ الوَلِيْدُ وأيُّ نَفْعٍ حِيْنَما
نَأْتِي لَهُ بَعْدَ المَمَاتِ بِمُرضِعَهْ؟
كَمْ باتَ مِنْ فِرْعَونَ يزعمُ أنَّهُ
ربٌّ، و كَمْ منَّا كهامانٍ مَعَهْ
ما كان مِنْ فِرْعَونَ في أزماننا
لو أنَّ مِنَّا مَنْ يَثورُ لِيَمنعَهْ
أذعنْتَ حتَّى قد أَصَابَك غَيُّهُ
أَوَتَسأَلُ الفِرْعَوْنَ مَنْ قَدْ فَرْعَنَهْ؟
مازالَ في طُغيَانِهِ مُتَمادِياً
لَمْ يَلْقَ رَدَّاً قَادِرَاً أنْ يَرْدَعَهْ
امدُدْ لِمَن يَأتِي الإِسَاءَةَ إِصْبَعَاً
فَلَئِنْ عَتَا امدُدْ إليهِ الأَرْبَعَهْ
أَتُجِيبُ بالتَّنْدِيْدِ؟ تِلْكَ جَرِيمَةٌ
حينَ المَوَاقِفُ تَقتَضِي أنْ تَصْفَعَهْ
الصَّامِتُونَ بِرَغْمِ ما يَجري هُنا
لِلحقِّ ثأرٌ خَابَ مَنْ قَدْ ضَيَّعَهْ
في القلبِ جُرحٌ يوسفيًّ إنَّما
الذِّئبُ حَقَّاً راحَ يَنهَشُ أَضْلُعَهْ
و دِمَاؤُهُ شَالٌ تَعَلَّقَ بالحَشَا
يَأْبَى الأسى مِنْ لَحْمِنَا أنْ ينزَعَهْ
حتَّى إذا ما الرِّيحُ تَعْبُرُ جُرْحَنَا
مِنْ فَوقِنا كالميْتِ أَرْخَى أَذْرُعَهْ
شَقَّ الفُؤادَ صراخُ طِفْلٍ وَاجِفٍ
حتَّى بَدَتْ أحشَاؤُنا المُتَقَطِّعَةْ
الجُوعُ إِذْ يَصْطَكُّ في أَجْسَادِهِمْ
و النَّارُ في أكبَادِنا المُتَلَوِّعَةْ
هو قاتلٌ مُتَعَطِّشٌ لِدِمَائِنا
وَغْدٌ، فقد رَضَعَ الهَوَانَ وأَرْضَعَهْ
ثم أردفت بقصيدة ثانية غزلية عنوانها “نشوة الصدف”:
أَلْقَتْ لَهُ قُبْلةً مِنْهَا فَعَاجَلَها
بِقُبلَتَيْنِ على الزَّنْدَيْنِ والكَتِفِ
ومُقلَتَاها شُهُودٌ حِيْنَ أَتْبَعَها
عَشْرَاً على الجِيْدِ، ما قد زادَ في الشَّغَفِ
في نَشْوَةِ الوَصْلِ هذي كانَ زَادُهُما
مِنْ سُكَّرِ الرِّيْقِ، إِذْ أَوٌمَتْ له ارتَشِفِ
حتَّى إذا ما تولَّتْ عادَ حَاصَرَها
رَدَّتْ، على وَلَهٍ، باللَّامِ والأَلِفِ
تَنَازَعَا بَيْنَ صَدٍّ كانَ يَشْغَلُها
و بَيْنَ شَوْقٍ لها يُوْدِيْ إلى التَّلَفِ
ترنو إذا ما دنا منها فَتُسْكِرُهُ
تنأى دلالاُ بقلبٍ غيرِ مرتجفِ
فقال: رفقاً بصبٍّ باتَ يُنْهِكُهُ
في البُعْدِ هذا صُدَاعُ القَلبِ مِنْ كَلَفِ
فأَقبلَتْ نَحْوَهُ تُخفِي تَبَسُّمَها
قَالَتْ: أَمَا لَكَ مِنْ صَبْرٍ على اللَّهَفِ؟
فقالَ: هَلْ مِنْ سَبيلٍ لِلِّقَاءِ غَدَاً؟
قَالَتْ: بَلِ الأمرُ مَوكُولٌ إلى الصُّدَفِ
بينما ألقى الشاعر حسام المقداد قصائد ذات موضوعات متنوعة. عنوانها: “حين نادتني دمشق، لأنت كيوسف، كلنا عشاق، مس الشعر، إني الحسام”، وأنشد في قصيدة “حين تناديني دمشق”:
حين نادتني دمشق
صارَتِ الأشياءُ أحلى
صار ظلِّي قاسيون
بردى عادَ سريعا
وتهادى الزيزفون
حين نادتني دمشق
خالدٌ نادى صباحا
واستفاد الراحلون.
ومن قصيدة “كلنا عشَّاق” أنشد:
قلبي عليهِ مولّهٌ مُشتاقُ
لا تعجبوا، فجميعُنا يَشتاقُ.!.
أحْيا التّناقضَ والحياةُ تناقض
لمعذبي تمضي بيَ الأشواقُ
أستحلفُ الأطيارَ أطلبُ رأيَّها
مالِلهوى؟ هل للهوى أخلاقُ؟
هل لِلمحبةِ خلطةٌ سحريّةٌ
حتّى إليها طائعاً أنساقُ؟!..
آهٍ عليّ وآهِ من وجعِ الجوى
عصفورُ قلبيَ عضّهُ الإخفاقُ!..
يا صاحِ خذْ منّي وصيةَ مُدنفٍ
احفظْ فؤادَكَ فالهوى حرّاقُ

بعضُ الصّبابةِ قدْ تطيعُ لعاشقٍ
كلٌّ يُصابُ، وكلّنا عُشّاقُ
بدوره الشاعر عماد الدين طه غنَّى قصيدة عنوانها “عشق” تتألف من شطرين وفق تفعيلات البحر الكامل:
أنا عاشقٌ والسقفُ عندي اللامدى
سبقَ النجومَ بألفِ كونٍ مُذْ بَدَا
كم ضاعَ مجنونٌ بليلاهُ ولمْ
أسوقُ التَّعقُّلَ كي أجنَّ مُجدَّدَاً
ما كنْتُ في ورعِ ابن بعقوب النبي
ما قد رأيت كواكباً لي سجدا
أما القصيدة الثانية فحملت عنوان: “عيونك أبجدية” وفق تفعيلات البحر الوافر نسوق منها:
أصاحبةَ العيونِ الأبجدية
أأنتِ بحقِّ ربكِ منطقيَّهْ؟؟
فتنسجُ من دهاءِ الكون حرفاً
وتأمرهُ فيلحقُ بالبقيَّهْ

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات