أدباء ينثرون عبق الحياة.. (نقلاً عن الثورة)
قطوف أدبية
الثورة_ فاتن دعبول
أربعة عشر من الكتاب والشعراء تحالفوا معا في تقديم قطوف أدبية من وحي الحياة، حضروا يحدوهم الأمل لتقديم عبرات من ضوع الحب والشجن وقبل كل شيء يغوصون في أعماق النفس ليبثوا فيها من روحهم أريج وعد صادق بأن القادم هو الأجمل.
وبين د. إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أن الفرع سعيد باستقبال أصدقائه ممن ليسوا أعضاء في اتحاد الكتاب، لكنهم يتميزون بمواهب واعدة، والفرع معني باستقطاب مواهبهم ودعمها، وخصوصا أن اتحاد الكتاب يسعى ضمن أهدافه إلى استقطاب الشباب وتقديم كل الدعم لهم من أجل تنمية مواهبهم.
والمهرجان هو فرصة تتاح للشعراء والكتاب لتقديم أفضل ما عندهم، وتبادل الخبرات فيما بينهم، وهذا العدد يبشر بأن سورية دائمة العطاء، وفي كل يوم يزهر فيها مبدع، ويتألق أديب، ويصدح شاعر.
وأضاف: من الجدير ذكره أن هذا المهرجان من إعداد الناقد والإعلامي ملهم الصالح الذي استطاع أن يسجل في مسيرته الكثير من اللقاءات والمهرجانات التي تركت أثرها في الساحة الأدبية، وشكلت علامة فارقة لخطوات ننتظر تحقيقها في القادم من الأيام.
المهرجان الذي قدمه الإعلامي سامر الشغري امتاز بتنوع المواهب، فمن القصة، إلى الشعر، إلى الخاطرة، وكل موهبة اختارت طريقها في عالم الأدب، واللافت هذا التألق والتميز والتطور عند المشاركين، وقد مرت ساعتان دون أن نشعر بالملل، في تقديم قطوف ولكنها تلك القطوف اليانعة الناضجة.
وفي هذه العجالة ربما لا نستطيع أن نستقطب جميع المشاركين في تقديم شذرات من نتاجهم، لذلك سنقف عند البعض منها، فقد كان للشاعرة إيمان موصللي مشاركتها في قصيدة” جوع شرعي” تقول:
منذ خصوبة القلق، وأنا أتمشى في شوارع المدينة وحيدة، أجادل الأرق أيهما أكثر عنادا، هو أم الليل
ومع أول خيط ضوء للخيبة، أنفض عني العتمة، وأرتدي النهار على مضض، أغلق صوتي بالبكاء،
وأكتب قصيدة ندية.
وترسم الشاعرة أسمهان الحلواني كثيرا من المواجع عبر رسائل الفقد، فتقول:
الرسالة في بريدي مازالت مبتلة، غارقة حد السطر المعتم، في كثافة لزجة، لم تستطع الريح اقتلاع
زهرة الصبار الحمراء، ولم ترغم الأشواك أصابعي على الابتعاد
ومازلت في غابتي المتصحرة، أرمق غيمة بيضاء بين دخان الوجع، هل جنّت عيناي؟
وكان للأديبة رنا العسلي مشاركتها في قصة” الموت حبا” تقول:
” غضب بعض الأصدقاء منه والبعض الآخر برر ما يمر به، ماتت مروة، تلك الكلمة أوجعته حد الثمالة، كانت يدها بين أصابعه على السرير الأبيض المعقم، الألم الذي تعتصره لم يكن بالألم المحمول لكنها كانت تبتسم له ..”
وترى الشاعرة سرية عثمان في الشعر ملاذها الذي يعبر عن عوالمها الروحية، تقول:
النثر المفتون كلامي، أكرمت الأيام غمامي، أسرار في الحرف أكون، في بوح الأزهار ريامي
موالي في الشام تجذر، والمعنى جارى أحلامي، الحبر المنثور حروفي، مرساة الأشعار سلامي.
ومن ديوانها” هنا تبدأ الجنة” اختارت الشاعرة غادة فطوم اختارت قصيدة” يا أنت” تقول:
سليل حرفين وضمة وسكون، أنت، وما بين الضمة والسكون ربيب شوق، حفيف طيف
شفيف بوح ونقطة اشتهاء، يا انت
هذا الصفاء أغرق، في صمت الصمت، أعود وأتنفسك صوتا، وأرتبك صمتا
أنثرك بين الياسمين، وأبعثر هذا الشوق، حتى غار الياسمين من عبق الياسمين
وتقول الشاعرة الشابة مها داود في قصيدتها التي جاءت على شكل مقاطع، كل مقطع فيها يحاكي مشاعر محددة، تقول:
أتدري، لم أعد طفلة، أحاول الوقوف، أسقط، أنهض، أنجح في تجاوز الخطوة الأولى
أتعثر بنبضك، أسقط ما بين ذراعيك، وأتوسد الدفء على ربيع صدرك.
وكان من المشاركين في هذا المهرجان الأدبي” آمال شلهوب، آيات جوبان، عبد الله النفاخ، ماهر محمد، مناز تيناوي، ميس العاني، يارا الناطور”
وأضاء على المشاركات الشاعر خليفة عموري في وقفة نقدية عند تجارب المشاركين، وأثنى على تفاعل الأدباء والشعراء وتنوع مدارسهم وعناوينهم وموضوعاتهم، وتوجه إليهم بالملاحظات التي تعينهم على التطور والاستمرار في تجربتهم، وكان لحضوره بصمة تركت أثرها عند المشاركين.