مستقبل العلاقات السورية التركية بعد التصريحات الرسمية التركية الأخيرة في ندوة حوارية باتحاد الكتاب العرب (نقلاً عن سانا)

دمشق-سانا
تركزت الندوة الحوارية التي استضافها اتحاد الكتاب العرب اليوم بعنوان (مستقبل العلاقات السورية التركية) على التصريحات الرسمية التركية الأخيرة والتي جاءت لتوحي بتغيير المواقف التركية تجاه سورية والرغبة بإعادة العلاقات وحل المشكلات وما هي النتائج التي ستصل إليها.
الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي ورئيس لجنة الصداقة السورية التركية الدكتور محمد يوفا استعرض أهم التطورات التي حصلت خلال الفترة الأخيرة من الجانب التركي حول سورية وخاصة التصريحات التي جاءت على لسان بعض المسؤولين الأتراك الذين أعربوا من خلالها عن رغبتهم بإعادة العلاقات السياسية مع سورية وحل المشكلات بين البلدين التي تسببت بها الحكومة التركية وفي مقدمتها اعترافها بالإرهابيين ودعمها واستقبالها لهم إضافة إلى احتلال التركي لبعض الأراضي السورية.
ولفت يوفا إلى أن هذه التصريحات تصريحات سياسية ودقيقة ومدروسة وجاءت بالتنسيق والتعاون مع روسيا وإيران متوقعاً أن تشهد هذه العلاقة تحولاً مصيرياً في قادم الأيام ولكن ذلك يتعلق أولاً وأخيراً بالقرار السياسي السوري.
واستعرض يوفا تاريخ تركيا وسياساتها مع منطقة بلاد الشام ولا سيما سورية مشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية في تركيا كان أداة موظفة عند الولايات المتحدة و(اسرائيل) لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي عمل على استهداف استقرار الدول وفي مقدمتها سورية نظراً لأهميتها التاريخية ومكانتها الاستراتيجية.
وتطرق الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي الدكتور بسام أبو عبد الله إلى العوامل التي قد تؤدي إلى تحولات في السياسة التركية تجاه سورية والتي تنقسم إلى تحولات داخلية وخارجية إضافة إلى اقتراب الانتخابات الرئاسية صيف 2023 لافتاً إلى أن التحولات الداخلية تتضمن ملف اللاجئين وضغطه على الرأي العام التركي وتراجع الوضع الاقتصادي وفشل المشروع التركي العثماني تجاه سورية.
ورأى أبو عبد الله أن الأسباب الخارجية تشمل التحولات الحاصلة في النظام العالمي ودور روسيا حليف سورية الصاعد إضافة إلى المصالح الاقتصادية الكبرى لكون سورية بوابة استراتيجية لتركيا على العالم مشيراً أيضا إلى جهود روسيا وإيران لتحقيق الاستقرار كما حدث في قمتي طهران وسوتشي والتوجه نحو قمة شنغهاي والحاجة للمصالحة بين البلدين ولا سيما أن خلاص تركيا وتطور علاقاتها مع حلفاء سورية مرتبط بدمشق.
ولفت أبو عبد الله إلى أن مقابل التصريحات الرسمية التركية هناك تأن سوري وصمت سببه أن دمشق تريد الأفعال لا الأقوال مع انعدام الثقة بالجانب التركي إضافة إلى احتلال تركيا لأراض سورية واستمرارها بدعم الإرهاب وتدخلها في الشأن الداخلي السوري.
ورأى أبو عبد الله أن المسار سيفتح لكنه مسار صعب ومعقد وليس سهلاً ويحتاج إلى الصبر وبناء الثقة موضحاً أن المهم هو تحقيق مصالح سورية العليا.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني الذي أدار الجلسة الحوارية أوضح أنها تأتي في إطار الإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بمستقبل العلاقة السورية التركية حسب ما يطرحه المجتمع السوري بمختلف شرائحه لافتاً إلى أنه من حق السياسي أن يذهب باتجاه إقامة علاقات مع هذا البلد أو ذاك أما المثقف والكاتب والمربي فيجب أن يكون حريصاً على توعية شعبه بحقيقة ما حصل وإلا يحول المجرم والسارق في أدبياته وكتاباته إلى فاتح أو شقيق تفتح له كل الأبواب.
وقدم عدد من أعضاء الاتحاد وبعض الكتاب والمثقفين مداخلات تطرقت إلى موضوع التصريحات الأخيرة التي صرح بها بعض المسؤولين الأتراك بخصوص إعادة العلاقة مع سورية وما هي الشروط المطروحة لإعادة هذه العلاقة.
محمد خالد الخضر
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات