كوابيس بيروت في طبعة جديدة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.. (نقلاً عن الثورة)

الثورة:
كانت مبادرة مهمة وعلى غاية من المسؤولية أن يقوم اتحاد الكتاب العرب في دمشق ومكتبه التنفيذي وعلى رأسه الدكتور محمد الحوراني بالتواصل والتفاعل مع الكتاب السوريين الذين يقيمون خارج سورية ومن هؤلاء أدونيس وغادة السمان وغيرهم.
وفي إطار المبادرات هذه تم الاتفاق مع الكاتبة المبدعة غادة السمان بإعادة إصدار روايتها المتميزة كوابيس بيروت..
وها هو الاتحاد يفي بوعده ويعيد نشرها فقد صدرت منذ أيام عن الاتحاد… قدمت لها الدكتورة ماجدة حمود بقراءة نقدية مهمة وإضاءات فاحصة برؤية ناقد محترف لها باع طويل في الممارسات النقدية.
تقول حمود في تقديمها: من المعروف أن غادة السمان كتبت في مجالات الأدب كافة شعر قصة قصيرة رواية أدب رحلات..
ومع رواية كوابيس بيروت تغدو المغامرة الإبداعية لديها أكثر نضجاً من روايتها الأولى بيروت.. إذ تبتكر بنية كابوسية تكاد تكون غير مألوفة في الرواية العربية في ذلك الوقت.. فقد انزاح مصطلح الكابوس عن دلالته الفردية التي ألفناها في علم النفس إلى دلالة جمعية.
والتقديم الذي يأخذ أكثر من ١٦ صفحة مهم جداُ يخلص إلى أحكام نقدية لسنا بصدد سردها.
– تفاصيل..
وفي القراءات التي تناولت الرواية نقتطف من الموسوعة الحرة المعطيات التالية:
كوابيس بيروت واحدة من مجموعة الروايات الطويلة للكاتبة السورية غادة السمان، تم إصدار الطبعة الأولى منه في تشرين اول عام 1976 م. وهذه الرواية هي مجموعة مذكرات للكاتبة أثناء الحرب الأهلية في لبنان تكتبها مباشرة من قلب الحدث.
عرضت غادة السمان هذه المذكرات الدامية في شكل سلسلة من الكوابيس، فمثلاً كانت تبدأ كل مقطع بعنوان «كابوس 1» وهكذا دواليك، وكان آخرها كابوس 197، وآخرها سمي بـ «حلم 1».
يلفت النظر في البداية الإهداء غير الاعتيادي لهذه الرواية غير الاعتيادية، حيث اختارت الكاتبة السورية غادة السمان إهداءه إلى عمال المطبعة، الذين يعملون بالخفاء وتحت القصف، دون أن يعرف عنهم أحد، ودون أن تدون أسماءهم في الأعمال الأدبية.
تبدأ الرواية بالكاتبة وهي تحاول بمساعدة أخيها إخلاء منزلها من النساء والأطفال وأخذهم لمكان «آمن» نسبياً وبعيداً عن القصف، ولكنها ما إن تعود إلى شقتها بعد عملية الإخلاء الناجحة حتى تفاجأ بأن فندق الهوليدي إن، الذي يقف أمام بيتها مباشرة قد تعرض «للاحتلال» من قبل المسلحين، وهكذا تجد نفسها عالقة في شقتها في قلب الأحداث، وفي قلب الطلقات النارية، غير مجهزة بالموارد الغذائية مع احتمال انقطاع الماء والكهرباء عنها، وتتساءل والحال كذلك عن جدوى الأدب والشعر في هذه الحالة وتتمنى لو أنها تعلمت بعضاً من فنون القتال للدفاع عن النفس في مواقف عصيبة كهذه!
تدور الأحداث بعد ذلك عندما تجد الكاتبة نفسها حبيسة في منزلها مهددة بالخطر الكامن على مقربة منها بالإضافة إلى شح الموارد الغذائية وغيرها.. وتحتوي الرواية كذلك على عدد كبير من المشاهد الخيالية، كرحلة «السيد موت»، ومغامرتها في متجر بائع الحيوانات الأليفة، والجولة الليلة لدمى عرض المتاجر في شارع الحمراء بين ضواحي المدينة، وهذه القصص تحمل الكثير من الرموز الشيقة والمعاني العميقة.
تنتهي الرواية بمجموعة من «مشاريع الكوابيس»، بالإضافة إلى الحلم الوحيد فيها لتكتمل هذه اللوحة الفنية الرائعة.
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات