توسيع الشراكة مع المجتمع المحلي لإغناء المشهد الثقافي في اللاذقية (نقلاً عن البعث)

تكتسي برامج العمل الثقافي المنفّذة في اللاذقية مع حلول فصل الصيف طابع التجديد في العناوين والأسماء والشكل، بما يتكامل ويتماهى مع المحتوى والمضمون والرؤى والأساليب التي يعوّل عليها في إغناء المشهد الثقافي.
 
وعن ملامح هذا المشهد وسماته، يؤكد مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم أن سمته الأكثر تفرّداً وتميّزاً تكمن في الانفتاح الواسع على المجتمع المحلي بشراكة كاملة مع فعالياته ومؤسّساته، بما يجعل العمل الثقافي محاكياً لاهتمام ومتابعة أوسع الشرائح في المجتمع عبر تضمين كلّ العروض والأنشطة المحتوى الذي يستقطب فعاليات المجتمع، مع تجديد في الشكل وآلية العرض والتقديم.
 
وقال مدير الثقافة في لقاء مع “البعث”: العمل الثقافي هاجس يجمع القائمين عليه والمهتمين به والمتابعين له بآن واحد في إطار عمل تشاركي بين المؤسّسة الثقافية والمجتمع المحلي، وهذا يعني بالضرورة أننا منفتحون على المجتمع لأنه الصورة الحقيقية والقيمة السامية لأي عمل ثقافي ومدى نجاحه وتحقيق رسالته. وأوضح أن هناك أولويات للعمل الثقافي، أهمها تكوين ثقافة الطفل، حيث تأتي الأنشطة التشاركية مع كل الجمعيات والهيئات والمؤسّسات التي تُعنى بشؤون الطفل من خلال ورشات تفاعلية في المراكز الثقافية وفي أماكن متعدّدة خارج هذه المراكز. وفي هذا المجال هناك احتفالية كبيرة ونوعية بمناسبة يوم الطفل سيتمّ إطلاقها في أروقة المتحف الوطني ويجري التحضير لها لتكون احتفالية تشاركية تتضمن ورشات رسم وقراءة وحفلاً موسيقياً وأنشطة عديدة يشارك فيها الأطفال، وهناك ملتقى محمود العجان الموسيقي الذي تشارك فيه أيضاً فرق موسيقية شبابية، وهذا الملتقى محطة مهمّة جداً لصقل المواهب الفنية الشابة وفرصة غنيّة تتيح للشباب تقديم مواهبهم ومنحهم الثقة الضرورية التي تعزّز فيهم التميّز عند الوقوف على المسرح أمام الجمهور بكل مهارة وحيوية وتفاعلية، وهذا بحدّ ذاته تحفيز للطاقات الشابة الواعدة، وبالتوازي هناك الأنشطة والعروض المنوّعة في مراكز المناطق والمدن التي تستقطب جمهور الثقافة والفن.
 
وأشار صارم إلى إقامة دورة جديدة من ملتقى الروائي حنّا مينه الذي يضيء على تراثه وإبداعه وأعماله، ويتميّز الملتقى هذا العام، والذي يأتي بالتعاون مع جمعية العاديات، بإقامة مهرجان القصة القصيرة الذي يفسح للشباب المشاركة في تقديم نتاجاتهم وأعمالهم القصصية الإبداعية، كما أشار إلى أن للكتاب مساحة واسعة من الاهتمام عبر معارض له في دار الأسد وجامعة تشرين والمراكز الثقافية، وأن للفن التشكيلي ملتقياته ومعارضه، ومنها الملتقى الذي يحتضن أعمال طلبة كلية الفنون الجميلة. ولفت صارم إلى الشراكة الواسعة مع اتحاد الكتّاب العرب في معظم الأنشطة الثقافية الأدبية وأيضاً المسرحية من خلال إطلاق عمل مسرحي تقدّمه فرقة اتحاد الكتّاب العرب للمرة الأولى بالتعاون مع مديرية الثقافة. وأكّد مدير الثقافة أن التركيز على الانفتاح على الجمعيات الأهلية والمؤسّسات العامة والمنظمات الشعبية والمجتمع المحلي يساعد على تفعيل الحراك الثقافي بشكل أوسع في مختلف أرجاء المحافظة، كما يساعد على تحقيق خيارات أوسع نحو تقديم المنتج الثقافي الأفضل.
 
وعن واقع خشبة المسرح القومي وعدم جاهزية الصالة للعروض المسرحية، أوضح مدير الثقافة أن النشاط في صالة المسرح القومي متوقف حالياً عن العطاء والعرض بسبب خلل فنّي ناجم عن مشكلة تسريب مياه، مؤكداً أن هذا الموضوع تتمّ متابعته على أعلى المستويات في وزارة الثقافة التي تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً ومباشراً، مبيّناً أن الأولوية هي لمعالجة مشكلة التسريب الناجم عن العمر الافتراضي للبنية التحتية حيث تكون المعالجة على مرحلتين، أولها حلّ المشكلة الرئيسية المتمثلة بالتسريب، ومن ثمّ في المرحلة الثانية إعادة تأهيل الأضرار الناجمة عن التسريب. ولفت إلى أنّ لجنة وزارية عاينت مؤخراً واقع المشكلة في إطار مسعى الوزارة لمعالجتها، وأن هناك توجّهاً من الوزارة للابتعاد عن الروتين لأجل تسريع عملية معالجة المشكلة ضمن الأنظمة والقوانين المتبعة والمعمول بها، كما لفت إلى أن مسرح دار الأسد للثقافة هو اليوم حاضن للعروض المسرحية للأطفال والكبار، ويتمّ التنسيق بشأن مواعيد وبرامج العروض وكافة الفعاليات والنشاطات التي تحضتنها صالة دار الأسد للثقافة، وذلك لأجل ألّا يتوقف النشاط المسرحي الذي يشكل شغفاً كبيراً عند أبناء اللاذقية وعشاق المسرح، مع تفهّمنا لبعض القضايا الفنيّة المتعلقة بمواصفات خشبة دار الأسد من حيث الارتفاع والمساحة وطبيعتها بالمقارنة مع صالات المسرح، إلّا أن الحرص على الاستمرارية هو هاجس ودافع لاستقطاب العروض حالياً فيها كباقي أشكال النشاط الثقافي والفني.
 
وختم صارم بأن صيف اللاذقية الثقافي يأتي شاملاً لمختلف جوانب الفكر والثقافة والفن والتراث والأدب وتحقيق قيمة حقيقية مضافة في كل نشاط ثقافي، بحيث تكون الأنشطة والعروض روافد وعناوين جديدة تغني المشهد الثقافي في اللاذقية وفي الوقت نفسه يكون للنشاط الثقافي حضوره الواسع في المجتمع.
 
مروان حويجة
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات