تساؤلات وجدليات عميقة في ختام الندوة الوطنية للترجمة 2022 (نقلاً عن سانا)

دمشق-سانا
 
اختتمت اليوم فعاليات الندوة الوطنية للترجمة التي تقيمها وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب، بالتعاون مع جامعة دمشق، والمعهد العالي للترجمة، ومجمع اللغة العربية، واتحاد الكتاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين، في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، بحضور عدد من أعضاء اتحاد الكتاب العرب، وحشد من المترجمين والمهتمين بالشأن الثقافي.
 
ووزعت محاور اليوم على جلستين، أدار الأولى الدكتور فؤاد الخوري، قدم فيها ورقة عمل حملت عنوان “الترجمة الآلية وإشكالية الإبداع”، بين خلالها فائدة الترجمة الآلية، في حين تناولت المداخلة التي قدمها عدنان عزوز مزايا النصوص بالترجمة الآلية مقارنة بالترجمة البشرية، مستعرضاً كيفية عمل الترجمة الآلية، وتطورها للوصول إلى ما يِسمى الذكاء الصناعي، مؤكداً أن هذه الترجمة، وإن بلغت من التطور حداً بعيداً إلا أنها تبقى قاصرة عن إدراك جماليات النصوص الإبداعية التي يلتمسها المترجمون البشريون.
 
وتحدث حسام الدين خضور في ورقة عمله عن الترجمة الإبداعية في عالم الأعمال، مستعرضاً بعض المصطلحات في هذا المجال، ودور عالم الأعمال في توسيع رقعة الاهتمام بالترجمة حتى غدت حاجة مجتمعية، مبيناً الفروق بين الترجمة والترجمة الإبداعية التي تعد أغلى تكلفة من الترجمة، وتنتج رسالة جديدة إلى جانب أنها عمل تسويقي.
 
أما آلاء أبو زرار فقد فندت في ورقة عملها مستويات المقارنة بين ترجمتين، وتحدثت عن إشكاليات وفوائد تعدد الترجمات للعمل نفسه، واتخذت من ترجمتي منير بعلبكي وزياد العودة لرائعة فيكتور هوغو “البؤساء”، أنموذجاً لذلك.
 
الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور باسل مسالمة، شرع بها الدكتور ممدوح أبو الوي بالمحور الأول الذي حمل عنوان “قضية الترجمة عن لغة وسيطة”، وتابعت الدكتورة ميسون علي بمحورها “الترجمة كنشاط إبداعي.. المسرح أنموذجاً”.
 
والدكتورة ريم شامية في ورقة العمل التي شاركت بها عنونتها “الترجمة الأدبية.. إشكالية الإبداع في نقل الثقافة”، وقمست مضمونها إلى قسمين، تضمن الأول علاقة الثقافة بالترجمة الأدبية، والقسم الثاني تحدثت فيه عن الإبداع في ترجمة النص الأدبي وخاصة في الأدب الفرنسي، مؤكدة أن كل من يعمل في حقل الترجمة يدرك تماماً أن دور المترجم لا يقل أهمية عن دور المؤلف.
 
وختمت ثراء الرومي الندوة بمشاركتها “ترجمة الشعر بين مطرقة التقليد وسندان التجديد”، وطرحت فيها مفارقة أن أكثر من وصفوا هذه التجربة بالحالة العقيمة كانوا ممن ترجموا شعراً، واستعانت بتشبيه الشاعر الإنكليزي بيرسي بيش شيلي الذي شبهها بنقل زهر البنفسج من تربة أنبتتها إلى مزهرية.
 
وفي تصريح لـ سانا، بينت أنها ناقشت وجوب ترجمة الشعر بروح النص، ما يمنحه بعداً إضافياً، وأن يكون المترجم شاعراً، وتناولت موضوع الشعر المقفى والموزون ورباعيات الخيام وترجمة أحمد رامي التي غنت رائعتها أم كلثوم، حيث وجد البعض أن الترجمة تفوقت على الأصل واصفة الندوة بالتظاهرة التي يتعطش إليها الباحثون والمترجمون، ويرونها فسحة ليحلقوا في آفاق عالم الترجمة.
 
وعن عنوان الندوة قال مدير عام الهيئة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين: “موضوع هذا العام كان علاقة الإبداع بالترجمة، وفي الواقع هو من أكثر المسائل أهمية وإشكالية، وخصوصاً في ترجمة الأعمال الأدبية، نثراً وشعراً وأعمالاً مسرحية، لكونه يتعلق بعلاقة المترجم بالعمل الإبداعي، وبمدى وجود الإبداع في الترجمة نفسها”، مشيراً إلى أنه أثيرت في الندوة مجموعة من التساؤلات، متمنياً أن يتصدى لها الباحثون ويخرج المشاركون منها ليبحثوا عن أجوبة لها، وبذلك تكون الندوة قد حققت جزءاً كبيراً من هدفها.
 
وبدوره لفت الدكتور باسل مسالمة إلى أهمية المشاركات التي قدمها الباحثون من مختلف مجالات الأدب المتعلقة بمجال الترجمة والإبداع، من حيث الترجمة الآلية أو ترجمة المسرح أو الشعر، وتضمنت مواضيع شائكة حول إشكالية الإبداع في الترجمة، وتحمل عمقاً فكرياً كبيراً، معتبراً الترجمة بحد ذاتها إبداعاً، عندما يظهر إبداع المترجم، ودوره في وضع لمساته الشخصية على روح النص.
 
وفي ختام الندوة الوطنية للترجمة، وزعت شهادات تكريم للباحثين الذين شاركوا فيها، في حين رافق أيامها معرض كتاب للكتب المترجمة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وبحسم وصل إلى 50 بالمئة.
 
أماني فروج
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات