وقفة حداد وتضامن.. وفعاليات أدبية ضمن اجتماع جمعية الشعر
وقفة حداد وتضامن.. وفعاليات أدبية ضمن اجتماع جمعية الشعر
على هامش الاجتماع الشهري لجمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب أقيمت وقفة حداد على أرواح شهداء الكلية الحربية ووقفة تضامن مع صمود عملية “طوفان الأقصى”، إضافة إلى إضاءة على كتاب “نزار قباني قيثارة دمشق” الصادر عن دار سويد للأدباء د. محمد رضوان الداية ود. مانيا سويد وأ. نضال قوشحة قدمتها الأديبة د. ماجدة حمود، وقراءتان في كتاب “ما وراء الغياب” للشاعرة لينا حمدان قدمها كل من الأستاذ مصطفى صمودي والأستاذ اسماعيل ركاب.
وبحضور السادة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد استُهلت الفعاليات بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكلية الحربية وشهداء عملية “طوفان الأقصى”، ليرحب بعدها الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس الاتحاد بالسادة الحضور، معبراً عن الحزن الذي أثقل كل القلوب وتوزع على كل الأمكنة لأنه الحزن الطاهر المتضوع كبرياءً رغم عمق الجراح، فشهداء الكلية الحربية وشهداء العزّة في فلسطين ارتقوا وسواعدهم مشرعة إلى مجد حماية الوطن وستبقى ذكراهم أكثر نصاعة من عمق البراري ونقاء الصحراء واتساع وجه البلاد، فهم أعين الأوطان التي لا تنام على ذلّ.
وفي كلمة له أشار الشاعر د. جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي إلى أنه بينما كان الأسى يمدّ وشاحه على كل بيت في سورية بعد الجريمة النكراء التي وقعت في الكلية الحربية حزناً على زهرات كنا نعدّها لتذود عن حرية الوطن وتحمي كرامته، امتدت يد المقاومة في غزة وفلسطين المحتلة تحاول أن تخفف من حجم ألمنا الكبير، ولم تكن العملية كما سمّاها أبطالها “طوفان الأقصى” فحسب، بل كانت عملية الصحوة العربية، والآمال معقودة على هذه النقلة النوعية في تاريخ الصّراع العربي الاسرائيلي، كما كانت حرب تشرين التحريرية التي نحتفل بذكراها الخمسين نقلة نوعيّة في تاريخ هذا الصراع. وتطرق إلى الاحتفال اليوم بمئوية قيثارة دمشق شاعر الكلمة المجنحة نزار قباني الذي عندما كتب قصيدة “أصبح عندي الآن بندقية” كان يتنبأ بما يجري اليوم ليستوحي منه هذه القصيدة العظيمة.
ثم قدم الأستاذ مصطفى صمودي قراءة في ديوان “ما وراء الضباب” للشاعرة لينا حمدان، مضيئاً على الموسيقا الشعرية الموارة في الديوان كألحان عازف كمان ماهر يخرج بعبقرية عزفه ما في جمال الآلة الخشبية من إبداع، ألحان تحس آن سماعها أنك تركب يختاً يقلك من طرطوس إلى جزيرة أرواد عبر بحر ساكن لا موج فيه، فمن يقرأ الديوان يتمنى أن يُعيد القراءة مرة ثانية وثالثة ليستعيد حلاوة قراءته الأولى له.
وفي قراءة انطباعية حول الديوان أشار الأستاذ اسماعيل ركاب إلى أن الشاعرة لينا حمدان شاعرة مبدعة لمّاحة متجذرة بتراب هذا الوطن كالسنديان تماماً، قريبة من المتلقي تعالج موضوعاتها بحرفية عالية وبجملة شعرية حساسة وذاتية ووجدانية وبعيدة عن التعقيد والتعمية، وقد أخذت موضوعة الوطن الحيز الأكبر من قصائد المجموعة.
في الختام قدمت د. ماجدة حمود مقاربة لكتاب “نزار قباني قيثارة دمشق” الذي توقف عند أهم إنجازات نزار قباني المتمثلة في اللغة الشعرية والمقدرة الإبداعية، فبات شاعراً ينطق بلسان العربي من المحيط إلى الخليج وقد أثقلته المآسي التي ما زالت تتناسل دون توقف، وكأن ما كان يقوله منذ أربعة عقود يصوّر عرب اليوم بلغة حرة تحفر في الأعماق ولا تقبل بالمهادنة.
كما أشارت د. ماجدة حمود إلى النفس الأصيل الذي يحتضنه الكتاب والذي يربط شعر الحداثة بالتراث، وأشادت بالدقة والأمانة العلمية في توثيق الكتاب.