ندوة فكرية حول «دور الأديب والكاتب والإعلامي بمواجهة العدوان الصهيوني على فلسطين» … عبد الهادي لـ«الوطن»: الإعلام كشف الحقيقة واستطاع تغيير الصورة (نقلاً عن الوطن)
أقامت دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية واتحاد الكتاب العرب، أمس ندوة تحت عنوان «الأديب والإعلامي بمواجهة العدوان الصهيوني على فلسطين»، في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بالعاصمة السورية دمشق.
مدير عام دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي بيّن في تصريح لـ«الوطن» أن «الإعلام هو شريك أساسي في السياسة ويستطيع في بعض الأوقات إسقاط دول نظراً لأهميته، فالإعلام هو سلاح قوي جداً إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة».
ولفت عبد الهادي إلى أن الإعلام العربي كشف حقيقة ما يجري للعالم كله واستطاع تغيير الصورة، وتحديداً السوري كشف حقيقة جرائم الكيان الصهيوني العنصري وكشف تبعية الاحتلال للغرب وأن إسرائيل هي أداة لتنفيذ مشاريعه في المنطقة.
ورحب باتفاق الهدنة في غزة معتبراً أن هذا الاتفاق سيسمح بإدخال المواد الغذائية والوقود قائلاً: «نرحب بهذه الهدنة ونتمنى أن تستمر وأن يلتزم بها كيان الاحتلال وألا يخرقها وألا تكون خدعة من قبل هذا الكيان، نحن هدفنا الأساسي هو وقف إطلاق النار وليس الوصول إلى هدنة ونحن نتحرك على كل المستويات الدولية في هذا الإطار».
عبد الهادي قال في كلمة له في افتتاح الندوة: إن الأدباء والمثقفين هم في طليعة المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان وكانت كتاباتهم بمثابة حائط صد في مواجهة الحرب الغاشمة على فلسطين وكشف جرائم الاحتلال وفضح ممارساته.
لا تزال القضية الجامعة
رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد حوراني أكد أن «فلسطين لا تزال حتى اللحظة هي القضية الجامعة لنا جميعاً شئنا أم أبينا والأكثر حضوراً وهذا له معانيه وله دلالاته التي يجب علينا أن نتمسك بها».
وقال: «اليوم نرى بأن المزاج الغربي جميعه نتيجة عمل الكتاب والمثقفين سواء كانوا بالوطن العربي أو بالعالم المنحاز للإنسانية أيضاً يحدث تغير بالمزاج حيث ببداية الحرب كان الشارع الغربي خائف من رفع الكوفية الفلسطينية وإشارة النصر وعلم فلسطين ولكن بعد فترة وجيزة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الإعلام أصبح هناك سردية ومن خلال هذه المواقع هي السردية الأقرب للصواب وبالتالي نهضت هذه الشعوب في العالم الغربي وأبدت تعاطفها الكبير مع الشعب الفلسطيني وما يحدث لأطفال ولنساء فلسطين».
قضية فلسطين.. قضية سورية
رئيس تحرير جريدة «الوطن» الزميل وضاح عبد ربه أشار بدوره إلى أن الإعلام في سورية هو إعلام مقاوم، ونحن مع القضية الفلسطينية وهذه ليست فترة عابرة لأن القضية الفلسطينية هي قضية سورية وقضية الشعب السوري بتاريخه وهويته وأصالته.
ولفت عبد ربه إلى أن بعض الإعلام العربي المطبع وضع اللوم في بداية العدوان على حماس فيما يجري لكن هذا الإعلام سرعان ما اضطر للسكوت أمام الطوفان الشعبي والغربي المؤيد للمقاومة.
وأضاف: «رأينا صراعاً ما بين فيسبوك ومنصة X فبينما رفض فيسبوك كتابة أي كلمة مؤيدة للشعب الفلسطيني، رفض مؤسس منصة X أن يحجب أي معلومة» مبيناً أن هذا الصراع القائم على المنصات هو طبعاً ينقل ما ينشره الإعلام والأهم أنه يوجد الكثير من المحطات الإعلامية حجبت صوراً عن غزة فكانت هذه المنصات هي الوسيلة لإيصال هذه الصور، ما دفع إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة، إلى محاولة حجب الإنترنت لأن الأصوات التي تصل من غزة في نقل صورة حقيقية مباشرة إلى العالم، هي مزعجة لها، مبيناً أنه رغم الثمن الكبير الذي دفعته غزة لكن الذي جرى هو نهضة شعبية تجاه القضية وهناك اعتقاد عالمي اليوم بأن ما جرى في 7 تشرين أول ليس سبباً وإنما نتيجة وهذه المعركة ستبقى مستمرة.
وتابع: «معركتنا هي معركة إعلامية بامتياز وواجبنا تجاه الشهداء الذين سقطوا هو الاستمرار بكشف جرائم الاحتلال حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
العدو لا يريد نقل الحقيقة
نائب رئيس اتحاد الصحفيين السابق مصطفى المقداد لفت إلى أن الصحفي الفلسطيني قدم أروع الأمثلة في جوهر ونظافة رسالة الإعلام حتى هذا اليوم حيث في غزة وحدها هناك 62 شهيداً من الصحفيين وفي لبنان وجنوبها 3 شهداء حتى هذه اللحظة ندرك حجم الاستهداف المركز على الصحفيين في هذا العدوان الذي تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
مشيراً إلى أن العدو الصهيوني لا يريد أبداً نقل حقيقة ما يجري على الأرض ولا يريد توثيقه أبداً فهو يريد أن ينقل صورة واحدة ورأياً واحداً يمثل عدوانه ويبرره لكنه رغم ذلك لا يستطيع لان عددا ممن رافقوا جيش العدوان حتى في حملته البرية قدموا روايات تخالف ما أراد بنشره.
من جهتها لفتت الأديبة ريما دياب إلى أن هذه المعركة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني أكدت بأنه لا مجال لليأس، مبينة بأن الصحافة انقسمت إلى مجموعة من الأقسام وكان أهم هذه الأقسام الإعلام المقاوم الذي نقل صورة مباشرة عن معاناة الأهل في غزة ثم الإعلام الداعم للمقاومة ونقلها للصورة الحقيقية مما يحدث من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
وتخلل الندوة عدد من المداخلات حول أهمية الإعلامي الحر في مواجهة جرائم الاحتلال من خلال فضحها، مؤكدة أننا اليوم وبفضل الإعلاميين الأحرار الذين هم مقاومون تم تغيير وجهة النظر العالمية بخصوص القضية الفلسطينية وأصبحنا نشاهد الملايين من المتضامنين مع قضية فلسطين في كل بقاع الأرض.