ناظم مهنا.. حاضر رغم الرحيل
ناظم مهنا.. حاضر رغم الرحيل
غصّت قاعة الاجتماعات في مبنى اتحاد الكتاب العرب بأتوستراد المزة ظهر الثلاثاء 21/2/2023 بعدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين ومحبي الراحل الأديب ناظم مهنا، في مجلس عزاء تحوّل إلى حفل تأبين ضخم لم تشهد الأوساط الثقافية مثيلاً له مؤخراً.
حشد كبير جاء بدافع الوفاء والمحبة لراحل لم يترك إلا الذكرى الطيبة في قلوب من عرفوه، وبعضهم مازال تحت تأثير صدمة الفقد والرحيل المفاجئ في زمن تُعدّ فيه الثقافة السورية في أمس الحاجة لرجالات مثله يعملون بصمت وصدق.
أدار الفعالية الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب الذي كان الألم يعتصر قلبه وهو يروي تفاصيل تلقيه نبأ وفاة المثقف والقاص والشاعر الكبير ناظم مهنا الذي جمعته به رحلة عمر طويلة ملأى بالعمل المُثمر والإنجازات البهية.
كما أكد ضرورة الاحتفاء بالراحلين من الأدباء بالشكل اللائق، لكي يجتمع من شاركهم لحظات العمر ومواقفه في مهرجان إنساني يعبر عن صلابة الأواصر التي تجمع المثقفين ويخلّد ذكرى من قدموا الكثير في سبيل إعلاء شأن الثقافة في بلدنا الحبيب.
وفي كلمة له أكد الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أنه من الصعب الحديث في مثل هذه اللحظات الحزينة عن ناظم مهنا الإنسان الذي كان يشعّ أخلاقاً ونبلاً وثقافة وإنسانية وانتماء ومحبة. فناظم مهنا كان من خيرة كتاب ومثقفي هذا الوطن، أحب الجميع وعاملهم بصدق ووداعة، فبقيت خصاله الطيبة تجمع من حضروا اليوم بمحبة ليعزوا عائلة الراحل وليعزوا الثقافة السورية بترجّل واحد من فرسانها النبلاء.
بدوره أضاء د. نايف الياسين رئيس الهيئة العامة السورية للكتاب على الفترة القصيرة التي جمعه فيها العمل في الهيئة بالراحل ناظم مهنا الذي كان واسع المعرفة وعميقها، فالخسارة كبيرة إثر رحيله, وأكد أن الهيئة ستعمل على نشر آخر ما أنجزه المرحوم ناظم مهنا من خلال جمع ما تركه من أعمال مخطوطة لترى النور احتفاء بعمل وحياة وخُلق مُبدعها.
وفي مداخلات قصيرة عبر بعض الأدباء والزملاء بكلمات قصيرة عن مدى حزنهم في غياب ناظم مهنا، فانسابت مشاعر الحزن دفاقة من أصدقاء الراحل من الأدباء: صقر عليشي وحسين عبد الكريم وبيان الصفدي ونزار بريك هنيدي وانتصار سليمان و قحطان بيرقدار و جهاد بكفلوني ووائل بركات وجمال أبو سمرة وأيمن الحسن وراتب سكر وأريج بوادقجي وهيلانة عطا الله وحسام خضور وعماد الدين ابراهيم وإياد مرشد وموسى عبد النور وسمير المطرود.
حزن عميم خيّم على من حضروا تكريماً لروح راحل كبير زرع الحب وأضاء قناديله في كل مكان عمل فيه، وآثر الانتصار للقيم الإبداعية والجمالية والإنسانية في الحياة، فكسب مودة الجميع، وبقي حياً في قلوبهم…