مواهب تتفتح على منبر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب (نقلاً عن الثورة)

الثورة – رفاه الدروبي:

احتضن فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب المواهب الشابة، المنتمية إلى “النادي الثقافي الشبابي” لتقديم نتاجاتهم، ضمن أمسية أدبية شاركت فيها مجموعة من الشابات نذكر أسماءهن: رنيم يوسف، فاطمة الزهراء علي، فاطمة زينة، هبة ضيان، سلام عليشة، حملت في مضمونها مشاعر الحبِّ؛ ومآسي الحرب مثل: فقدان المعيل للأسرة، ترأس جلستها الروائي نصر محسن.
حبٌّ وحرب
تناولت طالبة المعهد الهندسي سنة ثانية هبة ضيان نصاً شعرياً أنشدت فيه:
عجِلتَ للعَودِ من شوقٍ عليكَ بدا
هل ذُقتَ مُرَّ الإياب اليومَ إذ بَعُدا؟
رضيتَ بَيناً، قضيتَ الدَّهر مُرتقِباً
وعن سويداءَ قلبٍ عشتَ مُبتَعداً
ألم ترَ الشعر وَجْداً نَظمُهُ شغفٌ؟
وكان صَدرُ القصيدِ المُبتدي كَمِدا
نصف الجراح استقرَّت في حشاك ونصـ
فها بجذرٍ عنيدٍ ضاربٍ عُقِد
وعدتَ للدار ترجو أن تكون مياهها
رؤى، تبعث الذكرى لنا أبداً
بينما طالبة طب الأسنان سنة خامسة سلام عليشة أنشدت قصيدة نثرية عنوانها: أمنيات هذا العام:
يُدُّق على أبواِب أَّيامي.. ُيلاحُق عمري…
ُمَتَمِّسكاً بأحلامي
عامٌ آخر..،
أتى بزمٍن وردِّي حالِم..
بقى منَّا..
يحمل في جعبتِه ماتبقى منا
َأخشى أْن أحلم وابتعد عن عام سابقه
َشِهَد بدايتي…
فأنسى بداية الطريِق مغيّرة أحوالي.
النادي الشبابي مشروع
وأشار الدكتور إبراهيم زعرور إلى سعي الاتحاد لتكوين فريق شبابي، والإضاءة على أعمالهم لتقويمها كي نجد طريقاً مناسباً وناجحاً لأننا وجدنا لديهم أفكاراً لكنَّها مازالت بحالة جنينية تحتاج إلى رعاية وتغذية بالقراءة والمطالعة لمؤلفين سوريين وعرب وعالميين، وإنَّ الهدف من النادي صون الشباب، وتطوير نصوصهم، والتفاعل بين بعضهم البعض، لإظهار منتج على مستوى يحمل المقومات الصحيحة لفريق ناجح من الشباب، وبما أن النقد يبني الإنسان لذلك عليهم الاستفادة من الملاحظات المطروحة، فالكاتب عندما يُقدِّم نصاً عليه أن يكون واثقاً من نفسه مطلعاً على ما أبدعه الكبار.
كما أكَّد أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب أيمن الحسن على ضرورة تحديد هوية النص واختيار نوع الجنس الأدبي، فكلُّ نوع أدبي له مقوماته وطبيعته وخطواته، والخصوصية تنطلق من قضية ذاتية إلى العامة، للتفاعل مع الحالة الإنسانية، كما يتوجَّب على الكاتب إيصالها بنفس الشعور للجميع، ونقل ما يجول في مكنونات نفسه، فعندما يكتب عن الشهيد لا نصف إقدامه وشجاعته بل كيفية التفاعل مع الأحاسيس والوجدان، بما رواه على أرض الوطن والوصول للنقطة التفاعلية من خلال الكتابة لشخص يكره الكتابة لكنَّه عندما يستمع يعرف حلاوة النص.

الابتعاد عن السوداوية
ثم لفت الأديب نصر محسن إلى ضرورة تقديم أدب يستند إلى أجناس، وكل جنس أدبي له مقوماته، أما النصوص المقروءة فبعضها ذات مضمون جميل، لكن هناك مشروع قصة قصيرة ضمن محتوى النص النثري تحمل ومضة إبداعية لابدَّ من استثمارها من خلال ما كتب بشكل صحيح، لافتاً إلى أن الوصول لمنبر الاتحاد يحتاج إلى قطع شوط مهمّ في التجربة الإبداعية، فالأدب ابن الواقع ينطلق من أرضيته، حاملاً مهمة جليلة، كما حثَّ الأديب نصر على الابتعاد عن السوداوية والواقع البائس؛ بل لابدَّ من ومضات إشراقية في مضمون النصوص النثرية.
تحفيز الكاتب
بدوره الأديب صبحي سعيد رأى أنَّ التجربة الشبابية من خلال ما قدَّموه من نصوص جيدة ولا بدَّ من تحفيزهم وتحريضهم، فذلك أهمَّ بكثير من مدحهم. ولابدَّ من الكتابة وتمزيق الورق أكثر من مرة حتى تنضج الفكرة وتصل القطعة إلى مستوى لا بأس به، وتكون هناك نصوص لتجربة شبابية يمكن الاستفادة منها لكنها تحمل شيئاً من السوداوية.
بينما الدكتور عصام شيخ الأرض ركَّز على نقطتين مهمتين الأولى تتمحور حول تحديد لمن نكتب ولماذا نكتب؟ هل نكتب لوسائل التواصل الاجتماعي لكنها تختلف عن ما نكتب لمنبر اتحاد الكتَّاب، والثانية خاصة بالمحتوى الابتكار، أي إعادة تدوير للنص أو إبداع، والإبداع يكون بلغه سليمة في محتوى قصة لها مقومات وخصوصيات وتتبع أجناس أدبية مع تحديد نوع الجنس الأدبي.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات