ملحمة الليمون قضية وطن وحق لا يموت للكاتب غسان منذر حورانية (نقلاً عن سانا)
حملت الكتاب بين أصابعي بفرح طفل وجد كنزاً ثميناً، وأنا من محبي القراءة وعشاق أدب الطفل.
{ ويبقى الليمون }، عنوان رواية الكاتب غسان منذر حورانية، عنوان حملني مع لوحة الغلاف -وهي عبارة عن شجرة ليمون كبيرة تحمل فأساً على ذراعها بلبل وخلفها جيش من الأشجار، يرسم ملامح وجهها إصرار وثقة بالنصر- باتجاه قضية وطن عبر رمزية محببة في عالم الأطفال وبأسلوب مناسب لهم كونها موجهة للفئة العمرية الثالثة، فئة اليافعين، بلغة عالية متينة سهلة المنال تزيد من ثقافة الطفل وتعزز قاموسه اللغوي، أما بالنسبة لنا كعالم للكبار فإن هذه الرمزية تجاوزت حدود الإشارة والكناية والتورية لمسميات تعبر عن وطن نعرفه من خلالها دون بحث أو تفكر.
فالرواية إضافة جميلة لعالم الطفل وتعزيز واعتزاز لعالم الكبار، عبر استخدام الكاتب للشخصيات وإدارته للأحداث، كونه يروي تاريخ وطن ونضال رجال في ظل ملحمة الليمون واحتضان أشجار الياسمين لهم ومساندتهم مع باقي الأشجار الأصيلة في وجه شجرة عدوة خبيثة زرعتها أيد غريبة، وإيقان الكاتب بحق العودة والنصر رغم النزوح والتهجير القسري،
فالكاتب يختم روايته بعودة أشجار الليمون إلى أرضها وانتصارهم على أعدائهم الأشجار الخبيثة رغم من ناصرهم من متآمرين.
قدم للرواية الأستاذ محمد الحفري، تقديماً جميلاً كان بمثابة رواية موجزة عن رواية مفصلة، فزاد الجمال جمالاً ورسالة الحق قوة، فالليمون يبقى حق لا يموت.
ويبقى الليمون..
رواية وطن، من القطع الوسط، للكاتب غسان منذر حورانية، صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، بإخراج فني رائع حقق تكاملاً مع عنوان الرواية ولوحة الغلاف ورسالتها الإنسانية والفكرية.
رسومات المجموعة بريشة الفنان: م.صادقي
………
بقلم لما عبدالله كربجها