“مستقبل العلاقات السورية التركية” في ندوة حوارية (نقلاً عن البعث)
دمشق – ميادة حسن:
أثارت ندوة “مستقبل العلاقات السورية التركية” التي أقامها اتحاد الكتاب العرب صباح اليوم جدليات كثيرة حول ما يمكن أن تحمله هذه العلاقة فيما لو نجحت، خاصةً أن العلاقات السورية الاقتصادية حملت في مرحلة ما انفتاحاً كبيرا للطرفين ولكنها
تحولت إلى العداء بعد تورط النظام التركي في الحرب على سورية.
الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي ورئيس لجنة الصداقة السورية التركية الدكتور محمد يوفا عبّر عن سعادته الكبيرة لأنه تواجد على الأرض السورية لفترة كبيرة سمحت له بالتعرف عليها وإدراك خصوصيتها، لدرجة شعوره بأن دخوله إلى سورية هو بمثابة ولادة جديدة له، وأكد أن من يدخل سورية لا يمكنه بسهولة التخلي عن العيش فيها، فهي دافئة وتشعر بالانتماء وبالأمان لمن يسكنها.
يوفا عبر عن عشقه لسورية وأوضح أن الشعب التركي بمعظمه لا يتبنى سياسة حكومته المعادية للشعب السوري، وأن هناك العديد من المنظمات والهيئات والمجتمعات المدنية فيها تعترف بالخطأ الكبير الذي ارتكبته الحكومة التركية لتدخلها في سورية، وأكد أن بلاد الشام والأناضول تتشاركان مصيراً واحداً، وأن النزاعات منذ زمن طويل مركزها بلاد الشام والأناضول، كما أن الدول العظمى عبر التاريخ صعدت في هذه المنطقة وانهارت في هذه المنطقة التي تمتلك مصير العالم.
وتابع يوفا: إن تركيا عندما حسنت علاقتها مع بلاد الشام حسنت علاقتها مع كل دول العالم، لذلك من مصلحتها أن تتقارب الآن وفي ظل هذه الظروف مع المصالح السورية، مشيراً إلى الدور الذي لعبته وتلعبه تركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وأشار يوفا إلى أن التصريحات التركية سياسية ودقيقة ومدروسة وجاءت بالتنسيق والتعاون مع روسيا وإيران.
من جانبه الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي الدكتور بسام أبو عبد الله عبّر عن نظرته الإيجابية في تبني المواقف الدولية التي تعود بالفائدة على المجتمع السوري، واعتبر أن تركيا ليست رجب طيب أردوغان ،وأننا لابد أن نفصل تماماَ بين توجه الشعب التركي ومن يصنع السياسات في تركيا.
وكشف أبو عبدالله عن مؤشرات قادمة تشير إلى تحول العلاقات السورية التركية إلى مسارها الصحيح، لأن ذلك يشكل ضرورةً للمصالح التركية، مؤكداً أن سورية هي بوابة تركيا في الانفتاح على العالم العربي لأسباب اقتصادية وسياسية، وأهمية تركيا دون التكامل مع بلاد الشام تبقى منقوصة، لأن مفتاح تطوير العلاقات التركية مع روسيا وإيران والصين يتعلق بالانفتاح على سورية بشكل مباشر.
جدير بالذكر أن ملف عودة العلاقات السورية التركية يحمل الكثير من المحاور الهامة والمصيرية وعلى كافة الأصعدة.
وشدد العديد من المشاركين على ضرورة احترام السيادة السورية وعدم التساهل فيما يتعلق بالجغرافيا السورية والحفاظ على كافة ثرواتها، معتبرين أن العلاقة بين الدول لا يمكن التعامل معها بشكل عاطفي، وإنما بطرق منطقية واستراتيجية صحيحة، وأن يكون دافع هذه العلاقات مصلحة الشعب السوري بالدرجة الأولى.
قد يعجبك ايضا