مداخلة علمية للدكتور الحوراني في الحلقة الفلسفية السورية…

شهد مدرج المؤتمرات في كلية الآداب بدمشق اليوم الحلقة الفلسفية السورية التي جاءت تحت عنوان: (الدور الثقافي للفلسفة)، بمشاركات علمية فلسفية منوّعة من قبل كل من د. محمد الحوراني، ود. ابراهيم سعيد، ود.عمار النهار، ود. علي صافي، وقدّمها د.علي إسبر الأستاذ في قسم الفلسفة في جامعة دمشق وعضو اتحاد الكتاب العرب.

شارك رئيس اتّحاد الكتّاب العرب في سورية د.محمد الحوراني بمداخلة عنوانها: (الفلسفة وفروع الثقافة.. تكامل أم تنافر؟) تحدّث فيها عن العلاقة بين الفلسفة وغيرها من فروع الثقافة الأخرى كعلاقة إشكالية غير قابلة للفهم عند بعض الأدباء والفلاسفة؛ مشيراً إلى تشابك الفلسفة  مع التصوّف والحكمة والنفس والطبيعة، وتطرّق إلى مقوّماتها ودورها الكبير في تكوين الفكر النقديّ من خلال الإيمان العميق بأن لكلّ عصر من العصور إشكالاته الخاصّة، مؤكّداً أنّ العلاقة بين الفلسفة وفروع الثقافة الأخرى بأمسّ الحاجة إلى قراءة جديدة واعية ومختلفة، قراءة تقوم على التكامل والجمال المعرفيّ، انطلاقاً من الفكرة القائلة: إنّ الفلسفة هي جذع شجرة تخرج منها ثمرات العلوم، أمّا الجذور القويّة الضاربة في عمق التربة فهي الميتافيزيقيا التي يجب أن تكون في غاية الثبات.

وعن قراءته في نسخ مخطوطة المقدّمة لابن خلدون أوضح الدكتور عمّار النهار أنَّ مقدّمة ابن خلدون ترجمت إلى كلِّ مؤلّفات العالم، ونسخ المخطوط الأصلي ومقدّمته موجودة في معظم مكتبات العالم، وقصّة تحقيقها خضعت للمقابلة مع النسخة الأمّ، وتمَّ نسخها وضبطها ومقارنتها مع النسخ الأخرى، ويعود سبب وجود أخطاء جرت أثناء النسخ بفعل الناسخ حيث يحذفون كما يحلو لهم، أو بخطأ غير مقصود، إضافة إلى عوامل الزمن التي أدَّت إلى تمزيق في المخطوط، وحُقّقت مقدّمة ابن خلدون كثيراً وخاصّة في المغرب، ونالت الكثير من الاهتمامات في المشرق والمغرب، مشيراً إلى أنّ أفضل دراسة لها كانت لساطع الحصري حيث استطاع إيجاد سرقات في المقدّمةّ، واكتشف أنَّ النسخة الصحيحة موجودة في كتاب: “التذكرة الجديدة” لتلميذ ابن خلدون ابن حجر العسقلانيّ.

وبدوره تحدّث د.إبراهيم سعيد في مداخلته: (فلسفة الجغرافيا) عن أنّ علم الجغرافيا قديم قدم الإنسان والوجود الملازم بين الجغرافيا والفلسفة، لكن وجود الفلسفة مهمّ وهناك تقارب كبير مع الجغرافيا، تعنى بالمكان والإنسان ونشاطه الاقتصادي والقضايا المتعلّقة بالبيئة وعدم توازنها، وعالم متجدّد يضمُّ عناصر المكان ما تقدّمه للإنسان، مشيراً إلى مقولات أرسطوطاليس العشر المعروفة.

أما الدكتور علي صافي فقدّم مداخلة عنوانها: (علاقة الفلسفة بالدين_ العقل والنقل) فيها توضيح نقديّ وفلسفيّ عن مفهوم الدين بشكل عامّ من ديانات توحيديّة وغير توحيديّة، وعن مفهوم الفلسفة ليصل إلى الربط بين الفلسفة والدين، اتفاقاً على أنّ مصدر الفلسفة الذي  هو العقل، ومصدر الدين الذي هو الوحي، قد يتّفقان أو قد يختلفان، بمعنى لا فكرة فلسفيّة واحدة أو نظريّة واحدة يتّفق عليها كلّ الفلاسفة، وعن أساس العلاقة بين العقل والنقل هو الاختلاف.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات