محطات بأدب محمد ملص خلال لقاء حواري.. الأديب منصور: المدن الحضارية لا تفنى بالعدوان بل تنبعث وتخلد أدباً وفناً (نقلاً عن سانا)

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:

“أحاول أن أمنح الأدب مذاقاً بصرياً، وأن أمنح السينما مذاقاً أدبياً”… بهذه الكلمات اختصر الكاتب والمخرج السينمائي محمد ملص هدف تجربته الغنية.. تجربة جمعت ما بين فني الكتابة الأدبية والإخراج السينمائي.. أي (سينما الكاتب). وهو من يكتب ويخرج في آن معاً، وهذه الفئة تسمى عادة بـ “سينما الكاتب”.
جاء ذلك ضمن حوار ثقافي أدبي بين الكاتب والمخرج السينمائي محمد ملص وبين مجموعة من الكتاب والشعراء والإعلاميين الذي استضافه اتحاد الكتاب العرب أمس ضمن نشاطاته الثقافية والأدبية التي تقيمها جمعية القصة والرواية في الاتحاد.
كان لقاء ثقافياً بعنوان “محطات في العملية الإبداعية” تضمن لقاء مع المخرج محمد ملص.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أشاد بأهمية الكاتب ملص أدباً وإخراجاً وبتجربته الغنية وبأهمية حضوره الثقافي نظراً لامتلاكه القدرة على الإبداع وتمسكه بالوطنية والانتماء.
من جهته، تحدث الكاتب ملص عن الشخصية المركبة التي يستخدمها في كتاباته وأدبه ومؤلفاته، فأشار إلى عناصرها الأربعة وأبرزها (تمتعها بثقافة غنية) تتكئ في حديثها وحواراتها وسلوكها إلى مخزونها الثقافي المأخوذ من المحكي والمقروء.
ونوه ملص بعنصر مهم في بناء الشخصية المركبة هو (الواقع المُعاش) الذي يريد أن يتناوله الكاتب، ثم عنصر (المتخيل) الذي يتخيله الكاتب من أحداث إنسانية وسلوكيات ناتجة عنها لهذه الشخصية المركبة التي ينسجها الكاتب ويؤلفها.
وأخيراً، كما أشار ملص إلى العنصر الرابع والأخير وهو (المشتهى)، يعني ما تشتهيه الشخصية من آمال وتطلعات وطموحات تسعى إلى تحقيقها لتحسين واقعها والوصل إلى مستقبل أفضل.
وبيّن المخرج ملص الأسس التي تتكون منها كتابة النص الدرامي والوسائل التي تربطها بالسرد الأدبي كالقصة والرواية، وما يتضمنه السيناريو وعلاقته بالتخيل والشخصية والحالة المعاشة، وما هو ممكن للموضوع والعلاقة بين الصورة والكلمة، وما مر به من تجارب.
يعتبر محمد ملص الكاتب والمخرج السينمائي من مؤسسي السينما السورية، ويمتلك تجربة غنية في الرواية والأفلام السينمائية، وساهم في حقبة صعود السينما السورية..
ولد في القنيطرة بالجولان عام 1945، وقد التحق بعد دراسته الثانوية بمعهد السينما في موسكو وتخرج منه في سنة 1974. وقد بدأ حياته الفنية منذ أيام دراسته، حيث أخرج الفيلم القصير “حلم مدينة صغيرة” عام 1972، إلى جانب تأليفه لبعض الروايات مثل رواية “إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب”، ثم جاء تأليفه لقصة فيلم (المنام) عام 1988.
وقد حصل محمد الملص على عدة جوائز عالمية وعربية عن فيلمه (أحلام المدينة) عام 1984، كما حاز فيلمه الثاني (الليل) 1992 جوائز في عدة مهرجانات مثل: قرطاج، بيروت، دمشق، مهرجان الشاشة العربية المستقلة والفيلم العربي في برلين وغيرها.
من جانبه، أشار الأديب سامر منصور الذي أدار اللقاء إلى أنه اللقاء الرابع الذي يسعى إلى تبادل الخبرات ومناقشة فنيات ومحطات العملية الإبداعية بهدف مواكبة الأساليب الأكثر حداثة في الكتابة للوصول إلى القراء والتأثير فيهم من كل الشرائح والأعمار.
وقال منصور في تصريح لـ “الثورة”: من المدهش أن نرى تلك العلاقة العميقة بين المكان والإنسان، حد التمازج، مؤكداً أن الأستاذ محمد ملص في تجربته الفنية والأدبية هو ذاكرة مكان، وذاكرة مدينة نابضة، فنه تجسيد لكون المدن الحضارية لا تفنى بالتخريب والعدوان بل تنبعث وتتجلى وتخلد أدباً وفناً.
وخلال الحوار ناقش ملص عدداً من المثقفين والأدباء الحضور، ولاسيما فئة الشباب طرائق السيناريو وكتابته، وتم التأكيد على أن الهدف من اللقاء هو تنمية المواهب الإبداعية الشابة وتسليط الضوء على السيناريو وكتاباته.
وتباينت الآراء والنقاشات من مختلف الأعمار حول ما كتبه المخرج ملص ومناقشة روايته عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب وما طرح من آراء.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات