محاضرة قصيدة النثر (نقلاً عن الثورة)

الملحق الثقافي:

ما تزال القصيدة النثرية تنتظر من يؤيدها لتقف بقوة أمام غريمتها القصيدة العمودية والتي كانت وستظل بقواعدها الفنية وبحورها وموسيقاها القصيدة الأم التي يصعب الابتعاد عنها، وهو ما تناوله الكاتب والشاعر محمود نقشو في محاضرة استضافها فرع اتحاد الكتاب بحمص بعنوان «القصيدة النثرية».
وأوضح نقشو أن القصيدة النثرية نشأت من حالة رفض وتمرد على القديم وتطورت مع منتصف القرن الماضي في أوروبا مع انطلاق المذهب الدادائي الذي اعتمد على تشكيل النص الشعري أو اللوحة الفنية بطريقة غير منطقية تمزج ما بين الواقع والخيال وصولاً إلى القصيدة النثرية التي أسسها الشاعر الفرنسي بولدير لتغدو نوعاً جديداً من أنواع الشعر الذي يلامس المشاعر ويعطي بدهشته حالة من الإمتاع.
ورأى أن العربية لغة جليلة لم يستطع من يكتب الشعر الانعتاق بسهولة من قوانين قصيدتها العمودية بأوزانها وإيقاعاتها، ما جعل العرب يتأخرون نصف قرن عن الأوروبيين في نسج القصيدة النثرية وظهرت عند شعراء كبار أبدعوا فيها مثل محمد الماغوط ويوسف الخال وعلى الرغم من كثرة شعراء النثر اليوم إلا أن قليلين منهم من يكتب القصيدة النثرية.
وقال: «نحن بانتظار مبدعي هذه القصيدة» لتواكب ما يشهده الواقع من تطورات بمختلف المجالات بما فيها العلمية، داعياً إلى مساندة القصيدة النثرية التي وصفها بالصعبة جداً لأنها تنبثق عن ثقافة شاعر مبدع وحده الذي يربط بين أشياء متباعدة وفوضوية بقالب فني وبمقادير عالية من الكثافة والإدهاش تجذب المتلقي وتلامس مشاعره حتى ولو لم يفهمها على غرار اللوحة التجريدية وهو مايعد أرقى أنواع الفن.
يذكر أن الشاعر نقشو من مواليد حمص 1955 مجاز في الهندسة الكيميائية والبترولية وهو عضو جمعية العاديات الثقافية والجمعية التاريخية ومن إصداراته: نظريات في قفص الاتهام، وعصر التجريد في الأدب والفكر، ومجموعة شعرية «خيول فوق بنفسجية».

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات