محاضرة عن “الموسيقا الصوفية” للباحث ياسين حسن في الحسكة..

تناول الدكتور ياسين حسن في محاضرته ” الموسيقا الصوفية ” التي نظمها فرع اتحاد الكتاب العرب بالحسكة بالتعاون مع جمعية صفصاف الخابور الثقافية مفهومي الموسيقا والصوفية من حيث كونها طريقة دينية جوهرها تقويم السلوك والأخلاق وتلمس مظاهر الجمال في الكون وعرّف بأبرز مشاهير التصوف.
أشار المحاضر إلى أن الحواس تطرب لما يروق لها وتطلبه؛ فحاسة السمع ترتاح للصوت الجميل والموسيقى المتناغمة؛ التي تحاكي الروح؛ مستشهداً في ذلك بما قام به الفارابي في مجلس؛ إذ عزف لهم معزوفة فإذا الكل يكركرون ضاحكين؛ وأعاد دوزنة الآلة وعزف عليها؛ فإذا بالجميع ينخرطون في البكاء؛ وفي المرة الثالثة غط الجميع في نوم عميق؛ وحمل آلته مغادراً! والعين ترى الجمال وتطلبه في تناغم الأشياء واتساق أجزائها مع بعضها؛ واتساقها مع الكل؛ إذ تميز الألوان والحجوم والمسافات.. إلخ؛ لتشترط في الجميل من الألوان التناسق والتداخل بحدود. وقد جيء على شعر المتصوفة في وقوفه بمبدأ وحدة الوجود (الشيخ محي الدين بن عربي) إلى مبدا الحلول (الحلاج) أو التوحد بالذات الإلهية (رابعة العدوية)! وعلى هذا شهدت المحاضرة في الختام مناقشة لفكرة الأزل والسرمد والعشق ببعديه الإلهي (ابن الفارض)، والدنيوي متداخلاً بالأول (الملا الجزري) والمسير والمخير (السهر وردي)! لتغتني الجلسة برؤيتها الميثولوجي للموضوع؛ وتداخلها برؤيتها العلمانية عبر حوار محتدم بين الجمهور؛ ولينصرف الجمع وألسنتهم تلهج بالجميل والجليل والأزل والسرمد والأبد والحلول في محاضرة بالغة التنوع.. كثيفة الحضور!