محاضرة بعنوان “ابن الرومي بين التطير والسخرية” في “كتاب حمص” (نقلاً عن العروبة)
ألقى الدكتور أحمد دهمان محاضرة بعنوان :ابن الرومي بين التطير والسخرية في اتحاد الكتاب العرب بحمص مساء أمس بحضور جمهور من المهتمين حيث أشار المحاضر أن الجديد في موضوع التطير والسخرية هو محاولة الربط بين الموروث الذي يكون مسيطرا على الإنسان من دون إرادة وبين وسيلة البوح عن ذلك وهو الشعر وأوضح انه اختار الشاعر ابن الرومي الذي اشتهر بتطيره وتشاؤمه.
و أوضح أن التشاؤم والتطير عرف عند العرب في العصر الجاهلي ، وفي العصر العباسي بلغت فيه المثاقفة حدا غير معقول وتحدث عن التطير ومن مظاهر التطير عند العرب: إنهم كانوا يتطيرون من الغراب كراهة بلونه الأسود الذي يوحي بالحزن وكانوا يتطيرون من البوم والجراد والإبل والثور المكسور القرن .
وأشار أن ابن الرومي كان مفرط الطيرة و كان يهجو من يعنفه بسبب هذا التطير .
وكان يهجو البخلاء ، واعتمد فنه على العيان والمشاهدة وكان يلمح بعينه النقائص ويصورها بشكل لاذع ..وهو قادر على صياغة الأحاسيس الصادقة , و متميز بالعزاء الحار الصادق الإنساني النزعة وعرف عنه الهجاء الكاريكاتوري الساخر مستخدما أسلوب التصوير الذي يضخم العيوب .
وتابع: شهد ابن الرومي مراحل كثيرة في الدولة العباسية عندما ساد الشر وانتشر الفساد والفوضى وشاعت أساليب اللهو والخلاعة فكان حاد الطبع ، وكانت عيوب مجتمعه واضحة وبين كيف اختلطت المفاهيم.
ورأى أن من مقومات شخصيته أنه كان ضعيف الإرادة قوي العاطفة دقيق الإحساس تتالت عليه النوائب والكوارث والمصائب فماتت أمه وأخوه وأولاده وزوجه وكان ذلك القدر يدفعه إلى الاستسلام والغموض وكان صادق المودة متسامحا مفطورا على الحنان عطوفا على الفقراء .
وتحدث د. دهمان عن مظاهر التطير في حياته وشعره مشيراً أن أهم أسباب تطيره هو روحه الثائرة واصطدامه مع الحياة والفساد والتناقض الذي كان يلمحه في الحياة.
عبد الحكيم مرزوق