مبادرة اتحاد الكتاب في تشكيل الفريق الشبابي الثقافي السوري (نقلاً عن الثورة)
الثورة – فاتن أحمد دعبول:
عندما يزهر الربيع يجود بالخير وافراً، وفي ربيع أيامهم يحمل الشباب أحلامهم ويحلقون على جناحي صهوة الأمل باتجاه المستقبل الذي يليق به.
وفي قاعة محاضرات مكتبة الأسد كان اللقاء حميمياً بين شباب بعمر الربيع فريق مئة كاتب وكاتب وفريق كن مبتسماً، حيث أقام اتحاد الكتاب العرب هذه الفعالية لإطلاق تشكيل الفريق الشبابي الثقافي السوري، في مبادرة هي الأولى من نوعها ليكون خطوة نحو تبني المواهب والإبداعات الشابة وتقديم الدعم اللازم لها.
وبين د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الاتحاد منذ بداية دورته الجديدة أخذ على عاتقه تبني المواهب الأدبية الشبابية، وبادر إلى تأسيس نواد أدبية في مختلف المحافظات السورية، واستطاعت هذه النوادي استقطاب الشباب دون سن 35، وكان لابد أن ننطلق منها لتشكيل الفريق الشبابي الثقافي السوري.
ويضيف رئيس الاتحاد: إن الاتحاد يسعى إلى تبني هذه المواهب عن طريق طباعة ديوان شعري ضم أكثر من 30 شاعراً، والخطة مستمرة في الدعم وسيكون لهم النصيب في النشر في العام القادم ربما يكون في القصة والرواية والمسرح.
هذا إلى جانب دعمهم في تقديم الأنشطة والفعاليات والاشتراك بالمسابقات التي يعلن عنها الاتحاد، وفي تبنيه لهؤلاء الشباب يهدف الاتحاد إلى استقطاب الشباب وتوجيههم إلى الطريق الصحيح حتى لا ينغمسون فيما لا يغني ولا يسمن من جوع، وفي متاهات المجتمع السطحية، وهذا من مهام المؤسسات الثقافية جميعها.
وأوضح الأرقم الزعبي أن الهدف الأساسي لهذا التشكيل هو رفع سوية الذوق العام لدى الشباب، فالذي يعزف على الكمان ويكتب الشعر ويمثل في المسرح، لن يكون حاملاً لسيف أو ساطور، وعندما يفرّغ الشباب قدراته ضمن فريق العمل بالفن والإبداع، لابد سيكون لدينا جيل مسؤول وواع، والأنشطة التي شارك بها هؤلاء الشباب تؤكد ما يحملونه في قلوبهم من طاقة الإبداع والفرح.
ويؤمن د. جهاد بكفلوني عضو مكتب تنفيذي في اتحاد الكتاب العرب بأن عملية الإبداع متصلة من جيل إلى جيل، ويقول: مذ جئنا إلى المكتب التنفيذي انحصر تفكيرنا في ضرورة الأخذ بأيدي هؤلاء الشباب المبدعين الذين يملكون طاقات متجددة إذا رعيناها وقدمنا الدعم لهم الدعم المطلوب.
لذلك نقوم كاتحاد بدعم هذه المواهب وطباعة أعمالها المتميزة، ولكن ثمة نصيحة أسديها لهؤلاء الشباب” احذروا التسرع، وعليكم بالتأني، ولا تخرجوا بضاعتكم إلا بعد أن تنضج وتكتمل، فالثمار الناضجة أفضل من الثمار الفجة، ولتكن القراءة والكتاب رفيق الدرب”.
ويرى الشاعر جمال المصري الذي رافق فريق مئة كاتب وكاتب منذ بدايته، أن هؤلاء الشباب هم” رافعو راية المستقبل” فهم يحملون في جعبتهم الكثير، والشكر للدكتور رئيس الاتحاد محمد الحوراني الذي تبنى هذه المواهب وشكل خلية نحل حقيقية في الإنتاج الأدبي الحديث.
وأضاف: هؤلاء الشباب يشكلون فسيفساء وطنية من المحافظات كافة، وهذا ما نحتاجه اليوم، ومن واجب الأدباء المخضرمين الوقوف إلى جانبهم وإنارة الطريق لهم، وبذلك يكون المشهد الثقافي بخير.
وبين جود الدمشقي مؤسس فريق” مئة كاتب وكاتب” أن الفريق استقطب عدداً كبيراً من الشباب الواعدة وتجاوز عددهم 1500 كاتب وكاتبة من المحافظات كافة، وأعتبر هذا اليوم هو عرس حقيقي لحلم لطالما راودنا، أولاً في تبني الاتحاد لنا، والأمر الآخر هو طباعة النتاج الشبابي.
وأضاف: أحلامنا كبيرة في المساهمة بالنهوض بالثقافة، وأن نعيد لدمشق لقبها الذي يليق بها كعاصمة للثقافة العربية، ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً، وما نحتاجه فقط ذاك الدعم الذي ينهض بنا وبنتاجنا الأدبي، والشكر لاتحاد الكتاب العرب لاحتضانه هذا الملتقى ودعمه مادياً ومعنوياً.
وعبر المشاركون من الشباب عن أهمية هذا الملتقى الذي منحهم فرصة التعبير عن مواهبهم وإتاحة الفرصة لاعتلاء المنابر الثقافية ودعم اتحاد الكتاب العرب لهم وخصوصاً في مشاركتهم بالأنشطة والفعاليات وطباعة نتاجهم.
تقول ريناز جحواني طالبة هندسة مدني: أتاح لي هذا الملتقى فرصة تقديم مشاركاتي الأدبية سواء في الشعر أو النثر، وشاركت في عدة فعاليات واختيرت نتاجاتي لتنشر في مطبوعات الاتحاد، ومناظرة اليوم تحكي عن أيهما أشعر الرجل أم المرأة.
بينما رأى محمد نور أنس الأحمد طالب هندسة ميكانيك، أن فريق مئة كاتب وكاتب استطاع أن يستقطب المواهب الشابة وكان جاداً في عمله، وبالنسبة لي كان النافذة التي قدمت من خلالها موهبتي الشعري، ومشاركتي اليوم في سجال مع الأديبة ريناز، ونثمن عالياً الدعم الذي يقدمه لنا اتحاد الكتاب العرب متمثلاً برئيسه د. محمد الحوراني وأعضاء المكتب التنفيذي
وتضمن حفل إطلاق الفريق الشبابي الثقافي السوري فقرات فنية موسيقية وغنائية، ومسرحية تحكي بعض المفارقات المجتمعية، هذا إلى جانب تقديم بعض النتاجات الشعرية من فريق مئة كاتب وكاتب.
واختتم الحفل بتكريم بعض الشباب المبدع من قبل د. مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام ورئيس الاتحاد د. محمد الحوراني، وأعضاء المكتب التنفيذي وبعض الشعراء الداعمين للشباب، د. أسامة حمود، والشاعر جمال المصري.
كما تم توقيع كتاب” سطور الشعر” من قبل الشعراء الشباب المشاركين في هذا المنتج الأول.