مؤتمر الحداثة والتجديد منصة إقليمية ثقافية للنظر في جذور الحضارة العربية (نقلاً عن الثورة)
نقاط علمية وتراثية متكاملة في مؤتمر الحداثة والتجديد في التراث العربي الذي أطلقته اليوم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للحرفيين على مدرج المؤتمرات الجديد.
يتضمن المؤتمر عدة محاور تتحدث عن التراث العربي ومفهوم الحداثة وإشكاليات المصطلح قديماً وحديثاً، وكيف ينظر إليه عالميا، كما يتضمن آليات وتقنيات حفظ وتوثيق واسترجاع مصادر التراث اللامادي السوري، والعلوم التطبيقية ضمن رؤى تاريخية، ودراسة تعريفية مقارنة لكتب الحيل الجامع بين العلم والعمل النافع، وكذلك التقنيات الإبداعية في العلوم التطبيقية مثل تقنية النانو في السيف الدمشقي وتطوير تطعيم الخشب في الحضارة السورية وتطور الطب عند العرب المسلمين في العصر الأموي.
في كلمة الجامعة تحدثت الدكتورة ميساء السيوفي نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي حول مجموعة من الثنائيات التي يتمحور حولها المؤتمر مثل ثنائية الحفاظ على التراث وتجديده، وثنائية التراث المحلي والتراث العربي، وثنائية التراث المادي واللامادي. وكيف جمع المشاركون بين نهضة العلوم العربية والإسلامية من استقراء التراث وتوثيقه وأرشفته إلى تحديث المعاجم والمعاني وتجارب الحداثة.
وأشارت سيوفي إلى أن المؤتمر منصة إقليمية ثقافية تسعى للنظر في جذور الحضارة العربية وتقديم قراءات متأنية تتيح للأجيال الحاضرة التطلع إلى حياة أفضل تواكب التقدم في مختلف نواحي الحياة. مبينة الدور التعليمي والتوعوي للجامعة في تعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية وحفظ التراث وتعزيز قيم الانفتاح الفكري والحضاري.
في كلمة اتحاد الكتاب العرب تحدث الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب حول العلاقة بين التراث والحداثة في واقعنا العربي ومحاولات ربط ذلك بالأدب الجاهلي، وكيف أجاد بعض الباحثين والمفكرين في نقد بنية العقل العربي وتشريحه. مؤكدا على نظرتهم للتراث على أنه منجز إنساني يتحرك بتحرك الإنسان ويمثل شخصية الأمة ووجودها، إضافة لكونه تربة خصبة للإبداع والإنتاج المتجدد.
ودعا الحوراني إلى ضرورة التجديد ومواكبة العصر بما لا يفقدنا هويتنا وشخصيتنا المستقلة. وإلى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على تراثنا وتجديده بما يواكب تطورات العصر وتوحيد عمل المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية والنقابية والإعلامية لحماية تراثنا المادي واللامادي.
الدكتور عدنان مسلم عميد كلية الآداب أكد أن المؤتمر هو تحقيق لشعار جامعة دمشق (وقل ربي زدني علما) وخاصة أنه يحتضن جميع الجهات المعنية بالتراث السوري والعربي بشكل علمي وعملي من خلال مرافقة المعرض الشامل لعشرات الحرف التقليدية والتي تشكل تقدما نحو المزيد من رأس مال البشري المعرفي. ولفت مسلم إلى أهمية ما سيقدمه المشاركون في المؤتمر من معلومات علمية وعملية تخص التراث والحداثة من خلال مشاركات الجامعة السورية كافة وبعض الجامعات العربية.
تضمن المؤتمر تكريما لعدد من القامات العلمية البحثية وعدد من الحرفيين شيوخ الكار لحرف سورية تراثية كما يرافق المؤتمر معرض يضم حوالي 140 حرفة سورية أصيلة.