قراءة في ديوان “كأنك لست أنت” للشاعر علي محمد إبراهيم (نقلاً عن الوحدة)
الوحدة: 20- 6- 2023
يتساءل الأديب منذر يحيى عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس في قراءته التي قدمها بديوان الشاعر علي محمد إبراهيم ” كأنك لست أنت ” عن العلاقة بين الشاعر وما يكتب؟ وهل الكاتب ما يكتب؟ .. ويبدأ عيسى من غلاف الديوان الذي لا يعبر عن مضمونه برأيه، فهو عبارة عن لوحة فنية تشكيلية تبدي رجلاً وامرأةً يسيران في شارع تحت مظلة تقيهما المطر، لا تتناسب مع موضوعات المجموعة التي تتناول بيئة الريف وقرية الشاعر وقضايا إنسانية مختلفة، لافتاً أنه ربما الشاعر كان قد ترك للمطبعة حريّة الاختيار في هذه المجموعة والتي ظلمت الشاعر بسوء التجليد وعدم إيراد فهرست للقصائد أو التعريف بالشاعر أيضاً.
أما عنوان الديوان فيطرح تساؤلاً فلسفياً وخطاباً موجهاً جاء بعبارة في قصيدة /توبة/، وكأن الشاعر أراد أن يوجهه للشخص الآخر بداخله فيقول :
لماذا
لا تتوب..؟
وتغلقُ جدارَ خوفكَ مرتين
وتركب الهروب
لا أريدك أن تتوبَ
وصفحةُ عمرك
مشكاةٌ لجرحى
لماذا لا تتوب
أما باقي مواضيع المجموعة فمنوعة وتعكس رؤية شاملة وارتباطاً مع التراب والبيئة والنشأة الأولى والوفاء لها والتمسك بالوطن وتراثه ورموزه المناضلة، ومعاناة الوطن والشعب بعد الحرب الظالمة عليه.
ثم ينتقل الأديب عيسى للحديث عن منبت الشاعر علي محمد إبراهيم الكريم، ونشأته على الأخلاق والفضيلة ومعايير الدين الحنيف، والقيم الإنسانية المنفتحة، التي قاربها بشعره على الدوام، فالشاعر علي إبراهيم من قرية المصطبة بريف طرطوس، حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها، يعمل في حقل التربية، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، وقد صدر له (رمال وذكريات/ شعر – أنثى لظلي/ شعر – أباطيل الكلام/ شعر – عين بازان/ قصص قصيرة – المقبرة / قصص قصيرة)، وآخر إصداراته كانت مجموعة شعرية بعنون “كأنك لست أنت” عام 2022، وتضمنت /35/ قصيدة من الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وأبرز الشاعر فيها عمق الخطّ الصوفيّ الذي يسير عليه فيقول :
ألفٌ تمد ظلّها
فيء لروحي والجسد
هي سرّ الكون وبحرُ
ميلاد ولد
ميم التّجلي لحن الخلود
فيض الشروق للأبد..
تحنو فيرمش خاطري
وللطفولة كما يشير عيسى نشيدها وأحلامها الجميلة الملونة في نفس الشاعر إبراهيم ومكنونات وعيه ولا وعيه، فيقول في قصيدة /طفولة حلم:
قال الطفل: حلمي كبير
قال الحلم: طفلي صغير
صار الطفل: حلماً أحمر
صار الحلم طفلاً أخضر
كبر الحلمُ: صغر الطفل
بدأتُ: أطيرُ .. أطير.. أطير..
رنا الحمدان