قراءة في تاريخ الفكر القومي العربي وتطوره.. كتاب للدكتور حسين جمعة (نقلاً عن سانا)
دمشق-سانا
تتركز مواضيع كتاب (قراءة في تاريخ الفكر القومي العربي وتطوره) للدكتور حسين جمعة حول البحث في المنظومة المعرفية العربية القديمة والمعاصرة، وتداعيات الثقافة العربية بين الثقافات الإنسانية ومفهوم العروبة والقومية العربية، في صميم ما تعاني منه من قطيعة معرفية وسياسية ومحاربة منهجية مستمرة وشعواء من أعداء في الداخل والخارج للعروبة وهويتها.
ويسلط الدكتور جمعة في بحثه الضوء على خصائص الشخصية العربية المقاومة، بطبعها وبنيتها وأنساقها الثقافية التي تمسكت بمنظومتها المعرفية الخلقية، لتدفع عنها الاغتراب والقلق الناتجين عن أسباب داخلية وخارجية.
ويرى الباحث والناقد جمعة أن مفهوم العروبة يكون عصارة للانتماء العريق للهوية القومية، لإقامة المشروع الوطني القومي للدفاع عن الذات ومواجهة الاستعمار الأوروبي، والمشروع الصهيوني وثقافة العولمة المزيفة والتطبيع.
وأشار جمعة في كتابه إلى أن الفكر الوطني القومي العربي برغم كل التحديات يواكب التحولات الكبرى في الواقع المزري قبل ما يسمى بـ (الربيع العربي)، وبعده التآمري ورفض هيمنة الدوائر الكبرى على العالم وسيادة القطب الأمريكي عليه.
وبين جمعة أن هناك عدداً كبيراً من الساسة والمثقفين حملوا عبء مشروع النهوض الثقافي وحماية الانتماء وسط الرياح الهوجاء التي تأتي بدافع المؤامرات، إضافة إلى العمل على تحقيق المصالح المشتركة للعرب والوعي العقلاني العلمي الموضوعي وتفوقه على الشعور الساذج المسكون بالوهم والخرافة وقبول إملاءات التآمر، لافتاً إلى ضرورة إحياء مشروع الوعي بالذات والمعرفة والأصالة والمعاصرة والتجديد والابتكار المزين بالصدق والمثابرة، لأنه مشروع إحياء الانتماء إلى القومية العربية.
ولفت الباحث جمعة إلى ضرورة فضح حقيقة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري وما وقع في سورية، وحماية المشروع الوطني وقضية فلسطين ولا سيما أن سورية في مقدمة من يتبنى ذلك، إضافة إلى وقوفها في مقدمة تيار المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأوضح جمعة أنه اعتمد في مبحثه على آراء ومواقف مفكرين وباحثين حقيقيين، الذين ارتكزوا على الوعي والتثقيف والإبداع والدراية كالمفكر عبد الله عبد الدايم.
وفي الكتاب الصادر عن اتحاد الكتاب العرب والذي يقع في (167) صفحة من القطع الكبير قراءات متعددة ثقافية تأصيلية وتحليلية، تغني ماهية الثقافة والعروبة والقومية، وتبرز أشكال تحديات الثقافة العربية ومشروع الفكر الداعم للحرية والديمقراطية والدولة الوطنية السورية، وإعادة الاعتبار للفكر الوطني العربي وتسليط الضوء على من كتب في ذلك.
واعتبر رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أن هذا الكتاب من أهم الكتب البحثية التي نشرت في الأيام الأخيرة من عام 2022 لأنه يقدم قراءة منهجية وتوثيقية تذهب إلى حقيقة الثقافة العربية والفكر الوطني والعربي في الماضي والحاضر، وما سببه إهمال هذه الثقافة من تداعيات جعلتنا نواجه أخطر أنواع الإرهاب والغزو الثقافي، ليصل البحث إلى حقيقة يجب أن يقف عندها المثقف العربي.
يذكر أن الدكتور حسين جمعة شغل العديد من المناصب الثقافية والأدبية، وكان عضواً في لجنة تحكيم الجائزة التشجيعية والتقديرية لدورات متعددة في وزارة الثقافة، وله أربعون مؤلفاً في النقد والبحث والأدب، منها: في جماليات الكلمة وقراءة جديدة للإبداع في العصر العباسي ومن النكبة إلى المقاومة والتجدد والتهويد من القدس إلى غزة وثقافة المقاومة إعادة بناء الذات العربية.
وله في الشعر عدد من الكتب، منها: رحلة قيثارة وظلال الشفق وسنابل القلق وكتب أخرى.
محمد خالد الخضر