“قالت الحرب”
ضمن سلسلة النصوص من إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق صدر كتاب جديد للأديب نذير جعفر حمل عنوان “قالت الحرب”.
يضم الكتاب مجموعة من الشهادات والنصوص التي كُتبت خلال الحرب العدوانية الظالمة على وطننا الحبيب سورية، وهي تعكس مساراتها وآثارها والتضحيات العظيمة التي بذلها السوريون كي يبقى وطنهم موحّداً أرضاً وشعباً في مواجهة مشروع التفتيت، الذي أسهمت فيه دول عدة أجنبية و«عربية تُطبِّع مع العدو» بغية تحقيق مصالحها في الحفاظ على أمن «إسرائيل» من جهة والهيمنة على مصادر الطاقة وممراتها من جهة ثانية، في سياق ما سمي «الشرق الأوسط الجديد» الذي روَّجت له رئيسة الوزراء الأميركية السابقة كونداليزا رايس..
ويغلب على هذه الشهادات والنّصوص الطابع الأدبي الوجداني في مقاربة الحرب ومآسيها وما خلّفته من حرائق في العمران والطبيعة والنفوس، راصدة معجزة الصمود والثبات على المبادئ، والحفاظ على الأمانة التي سلمها لنا أبطال الجلاء، بأن تبقى سورية سيدة قرارها الوطني، وسيدة اختياراتها ومواقفها وتحالفاتها، بما يحقق العزة والكرامة لأبنائها جميعا.
وإذ تبدو المجالات التي تناولتها هذه الشهادات والنصوص متعددة وواسعة الاهتمامات والمرجعيات باتساع رقعة الحرب زمانا ومكاناً إلا أنَّ خيطاً رفيعاً يربط ما بينها ويحيلها على الموضوع الأساس وهو الحرب وتحديات المواجهة ثقافياً وإعلامياً وميدانياً. ومن هنا فهي تُعدُّ توثيقاً للحرب وجبهاتها، ورصداً لمجرياتها، ولمواقف الدول المتباينة منها، وللملاحم التي سطّرها الجيش العربي السوري والقوات الصديقة والرديفة له، التي تُوِّجت بالنصر وإعادة الأمان إلى معظم المدن والأرياف على امتداد الجغرافيا السورية.
وتنطلق هذه النصوص والشهادات من الخاص إلى العام، مُركِّزة على تبدُّل النفوس والمواقف وما أحدثته الحرب من انكسارات ومفاجآت وَفقْدٍ وأسى حيناً، ومن تفاؤل وابتهاج في دحر الإرهاب ومموِّليه ومشغِّليه حيناً آخر.
إن مدوَّنة الحرب العدوانية على سورية لم تُكتب بعد إلاّ في الجزء اليسير منها، وما هذه الشهادات والنصوص سوى محاولة لفهم ما جرى وتحليله واستنباط العبر منه. ولعل المرء يضع بذلك لبنة في صرح ما سيكتبه الأدباء والشعراء والسياسيون من روايات وقصص ودواوين ودراسات، وما سيبدعه الفنانون التشكيليون والسينمائيون والدراميون من أعمال عن هذه الحرب للكشف عن آثارها وأسرارها وإضاءة ما لم يره الآخرون منها.
وقد توزعت الموضوعات على ثلاثة أبواب: الأول: حلب أول القول.. آخر الرجاء، والثاني المشهد الثقافي في ظل الحرب، والثالث: مرايا الحرب وتداعياتها.