في ملتقى البعث… الهوية الثقافية آفاق وتحديات (نقلاً عن البعث)
حمص – سمر محفوض
شكلت الهوية الوطنية كحامل حضاري وثقافي وطني هدفاً مباشراً للمستعمر الذي حاول طمس هذه الهوية عبر إتباع سياسة التفرقة والتشكيك في وحدة الشعب العربي والمصير الواحد الذي يرتبط بالهوية الوطنية والقومية.
وأشار الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب إلى أهمية التمسك بالهوية الوطنية، موضحاً أنها لا تعني الشوفينية بل أن جميع من على هذه الأرض، وإن اختلفت انتماءاتهم العرقية والطائفية والسياسية، يعتز بهويته الوطنية الجامعة ضمن وطن واحد مستقل وتحت راية علم واحد.
وأضاف خلال استضافته في “ملتقى البعث للحوار” الذي أقامته الشعبة الأولى بفرع جامعة البعث للحزب، بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، تحت عنوان “الهوية الثقافية آفاق وتحديات”، أن ابراهيم هنانو في بيانه الأول بإعلان الثورة ضد الفرنسي المستعمر أكد بعده عن كل تحزب أو عصبية، معلناً الثورة بعبارة “من العرب إلى العرب”، في إشارة واضحة إلى قومية المعركة، وتضافر جهود الجميع في سبيل الثورة.
وأكد الحوراني أن في كلمات هنانو اختصارات لمواقف ذلك الزمن الذي حاول فيه الأتراك مصادرة الهوية الثقافية للشعوب التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال العثماني البغيض، ومنها الهوية الثقافية العربية فكان الرد الطبيعي على ذلك هو تمسك هذه الشعوب بهوياتها الثقافية، ومنها الهوية العربية. وقال إن الهوية الوطنية ليست الدين واللغة فقط بل يمكن أن يكونا أحد أسسها، وحين نتحدث عن الانتماء فنحن نعني كل أبناء المجتمع بكل مكوناته كشركاء بالحفاظ عليها، وهو المعنى الحقيقي للتعريف بالهوية الوطنية التي ينصهر الجميع في بوتقتها، ويلبي نداء الواجب للزود عنها ضد كل معتد، وهذا لا يدعو إلى الاستغراب، فالشعب السوري، متشبث بهويته.
وأوضح أن نظرة متفحصة للوضع في المنطقة تتضح منها أن كل المحاولات العدوانية لنهب ثرواتنا، كانت تمر عبر هدف واحد هو استهداف الهوية الوطنية، فإذا سلبوا الهوية الوطنية كسبوا عبيداً لهم ولمصالحهم وهذا ما لم يفلحوا فيه، معرجاً على موضوع تحديات العولمة بمعناها الذي لم يخف على أحد، حين يرفع دعاتها شعار حكومة عالمية لجميع الشعوب من باب التلاقح واحترام الخصوصيات والهويات الوطنية لها، وهدفها الحقيقي مصادرة الهويات وانتهاك هذه الخصوصيات واستلاب الإرادات، لافتاً لاهتمام الاتحاد برعاية المواهب الشبابية ودعمها وإشراكها بالشأن الثقافي والفكري، معتبراً أن الهوية الوطنية أساسي المشروع المستقبلي للدولة، ومن دونها يفقد المجتمع جوهره، وتضيع البوصلة من بين يديه، فالهوية ليست وجوداً جامداً، بل علاقة مسار إنساني، له طرقه في التفكير والصفات والقيم والسلوك، وتكمن أهمية الذاكرة المشتركة، في أن من يفقدها، يتعذر عليه تحديد معالم هويته ووجوده.
وركزت المداخلات على دور المناهج في تعميق الهوية الوطنية, وهل نجحت المناهج السورية في تكوين المواطن السوري وهل استطعنا ربط الطالب بالمدرسة؟ ومهمة الأسرة والمجتمع والمؤسسات في تفعيل الثقافة والانتماء وحماية الشباب من الغزو الثقافي ومهمة وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية بتقديم هوية وطنية متجذرة، وهل الحفاظ على الهوية الوطنية مسؤولية الحاكم أم المجتمع، ومن هم الذين يجب أن تتضافر جهودهم للحفاظ على الهوية ومن الذي يضع المعالم لتكوين هوية المواطن السوري.
وتم بالتزامن مع الندوة افتتاح معرض للكتاب بكلية الآداب يضم ألفي كتاب. وأكدت رئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص أميمة ابراهيم أن المعرض يحتوي مواضيع متنوعة كأدب الطفل والقصة والرواية والشعر والدراسات الأدبية والاجتماعية والمسرح والترجمة ليتمكن الطلبة عموماً بالاعتماد عليها خلال بحوثهم, لافتة أن الكتب تباع بأسعار رمزية والمعرض مستمر لمدة أسبوع قابل للتمديد منوهة أن المعرض يسهم بتفعيل الدور الثقافي والكتب قيمة ومناسبة لمختلف الاختصاصات.