فوز ثلاث روايات سُوريّة في مسابقة دار توتول للنشر…واتحاد الكُتّاب العرب يحتضنُ التكريم (نقلاً عن تشرين)
تشرين- لمى بدران:
في مشهد الرواية السُّورية التي تشهد أسماء وإصدارات روائية لافتة، فازت ثلاث روايات من أصل أكثر من خمسين رواية مُشاركة على مستوى الوطن العربي في مسابقة دار توتول للنشر في نسختها الرابعة، حيث كانت الجائزة الأولى من نصيب الأديبة توفيقة خضور عن رواية “بوجهك عمّدت مرآتي” التي ركّزت فيها على أمرين رئيسيين، هما الحُبّ والحرب، تناولت من خلالهما ظلامية الحرب، ودورها المرير في نبش الأمور السيئة، وتشويه النفوس وتغييرها، ليأتي الحُبّ كمعقّم ومطهر قوي للنفوس، ويداوي كل شيء، ويعيد النور إلى الحياة، فتتألق النفوس ويتألق الجوهر السُّوري من جديد، ومن حيث الأساليب الفنية والتقنيات اختارت الكاتبة أسلوب المقاطع التي يتحدث كل مقطع فيها عن فترة زمنية معينة، ما يخلق اختلافاً في المسافة الزمنية نستطيع من خلاله أن نبادل بين الزمان والمكان كما نشاء، كما طرحت البطولة الجماعية في روايتها واستخدمت تقنية البداية من الخلف والاسترجاع والخطف خلفاً، والتجريب وتقنيات كثيرة أخرى لكن هذه أبرزها، وتعدّ الأديبة حسبما ذكرت لـ”تشرين” أنّ الجوائز مهمة جداً بالنسبة لها، لأنّها تُشعر الكاتب بأنّ الكلمة ما زال لها قيمة، وتخلق التحدي من أجل متابعة الإبداع وتطوّر الذات، وهي توقّعت نيل هذه الجائزة لأنّها كانت واثقة تماماً في جهدها وفي قوة الموضوع والأسلوب لديها.
أمّا الجائزة الثّانية فنالها الأديب وفيق أسعد عن رواية “لم تعرني ثوب نومها القصير” الذي لم يتوقّع نيل هذه الجائزة أبداً، بل تقدّم إلى المسابقة عن طريق الصُدفة وبتشجيع من الأصدقاء، وبرأيه أنّ الجوائز لا تصنعُ الإبداع، إنّما تقول للقرّاء وللنقّاد ولدورالنشر، أن التفتوا إلى هذا الأديب أو لهذا الكتاب، وما يصنعُ الإبداع عنده. الموهبة أولاً، ثمّ القراءة ثانياً، ثمّ الإعلام والإعلان، وركّز الأديب خلال روايته على جماليات القبح والجمال، فالرواية تتحدث عن الجمال ما بين امرأتين، واحدة جميلة جداً وأخرى قبيحة، يعيشان في منزل واحد وتتابع الأحداث بينهما.
ويوجّه الأديب أسعد رسالة إلى القارىء من خلال هذه المناسبة، وهي أن ينتقي ما يقرأ، ولدور النشر أن يتبنّوا الأدباء، وللنقاد أن لا يتناولوا معارفهم وأصدقائهم فقط. وختم لنا: لا يوجد لدينا نقد في سورية أبداً، ولا يوجد نظرية نقدية تخصّنا وهذا مؤسف، وإنّما قراءات صحفية تذوقية.
فيما يُعد الفائز الثّالث الأديب عيسى إسماعيل عن روايته “بستان فاطمة” أنّ الإبداع الروائي السوري يأتي في مقدّمة الإبداع الروائي العربي بعد مصر، وروايته تتحدّث عن المقاومة العراقية في وجه الغزو الأمريكي، وعن احتضان السوريين للأشقاء العراقيين، وعن الحب الذي دائماً وأبداً يمكن أن يجعلنا نضحي من أجل الآخر ومن أجل الوطن، وبدأ في روايته من نهاية الأحداث ثم استخدم الخطف خلفاً، واعتمد المقاطع الزمنية والتداعي الذي يحصل عندما يفكر الإنسان ويعترف لنفسه، كما أن للمرأة دور كبير في الرواية، وطرح فكرة جريئة وهي موضوع الزواج المدني من دون النظر إلى المذاهب وما شابه ذلك، لقد شارك الأديب إسماعيل في الأيام الأخيرة من الوقت المُعلن عنه للمسابقة، وتوقّع الفوز بنسبة٥٠% ومَن يقرأ روايته سيشعر في نهايتها بالتفاؤل، وهذا ما يوجّهه كرسالة إلى الأدباء اليوم بأن يركّزوا على القضايا الراهنة ويغرسوا التفاؤل في نفوس الناس، فالأدب برأيه يعني التفاؤل لا الإحباط واليأس وما شابه ذلك.
وفي الختام لفت إلى أنّه عُرِضَ خلال حفل التكريم الذي احتضنه اتحاد الكُتّاب العرب فيلم بعنوان”فراشة أفراح” وهو عن حياة الأديب الراحل سهيل الذيب، الذي كان من مؤسسي هذه الجائزة، والفيلم من إعداد الأديب عماد نداف، وإخراج هشام فرعون، وأدارت الجلسة الأديبة فاتن ديركي.