(فن الإضحاك عند الجاحظ) محاضرة للدكتور ياسر عبد الرحيم في حلب..
شهد فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب يوم الأربعاء 30/10/2024محاضرة بعنوان “فن الإضحاك عند الجاحظ” ألقاها الدكتور ياسر عبد الرحيم، أعاد فيها ظاهرة الضحك على أنها نوع من الإنحراف عن الشيء الذي يسير سيراً منتظماً، ولصاحبها ثلاث صفات وهي الإنسانية، و الإبتعاد عن الانفعال والتأثر والاجتماعية.
ذكر المحاضر أن الجاحظ لم ينظر إلى الضحك نظرياً فقط بل طبقه عملياً من خلال الشخصيات ومن خلال الأشياء التي ربما بالغ فيها، في الوقت ذاته نادى بالإعتدال والضحك اللطيف، لكنه تجاوز ذلك حيث وصل الى السخرية العميقة، مشيراً إلى أن الجاحظ لم ينشأ طفولة سليمة بل فقد والده وهو صغير وعانى الضيق وكان يعمل ليجلب قوت يومه والشيء الذي لصق به هو لقبه الساخر، وظل وثيق الصلة بالحياة الاجتماعية فكان مطبوعاً على الهزل و يتمتع بالتصالح مع نفسه فيتهكم من نفسه.
ركّز د. ياسر على أن الجاحظ أشار إلى فضائل الضحك في كتابه (البخلاء) إذ ربط الضحك بالحياة الاجتماعية لدى العرب والألفاظ التي أطلقوها كالبسام والضحاك، و الجاحظ امتلك تقنيات تصوير الشخصيات والأماكن، ثم استعرض المحاضر مظاهر الضحك وهي الدعابة والهزل، الغفلة والتغافل ، الحيلة والتحايل ، والتلاعب في الألفاظ
قدّمت المحاضرة الأديبة رولا عبد الحميد وأكدت خلال الجلسة أن الجاحظ اعتمد في الضحك عنده على كسر أفق التوقع عند المتلقي، وفي النهاية شدّد د. عبد الرحيم على فكرة أن الجاحظ أتقن فن الهزل المضحك على الرغم من بؤسه، ورسم شخصيات البخلاء رسماً هزلياً كما يرسم الرسام الهزلي شخصياته بريشته.