عن الكتب وما جرى.. (نقلاً عن الثورة)
الثورة – ديب علي حسن:
ليس الأمر غريباً، ولا هو خارج إطار ما يخطط له من تجهيل وتسخيف الثقافة والفكر والمعرفة في ظل الفوضى التي يعيشها العالم، والاندفاع نحو الليبرالية المتوحشة، وما تمثله من تسليع كل شيء وقياسه ماليا وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.
في مجتمعات ونحن منها يمزق الطالب كتابه المدرسي مع نهاية العام والطالب الجامعي لا يعرف إلا الملخص الالكتروني وقد غاب عنه الكتاب الجامعي المقرر.
في مدينة تغلق المكتبات لتحل مكانها ألبسة وأحذية ومطاعم، وفي مدينة أي مدينة يعرض الحذاء بكل الترف والكتاب على الرصيف يعلوه الغبار والعث وغير ذلك.
في هكذا أجواء يزداد قول من كل يوم ماذا تتوقعون ممن رضعوا هذه الجهالة؟
ومناسبة الحديث ما جرى تداوله من إعلان لمعرض جوارب ينتعل الرجل الكتاب في قدميه بدلاً من الجوارب.
حقيقة صادمة ولكنها نتيجة منطقية لما نعبره تماماً.
الأمر ليس حدثا عاديا ولا يمكن أن يكون ذلك.. لفت انتباهي أن الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب، قد أشار إلى هذه الكارثة على صفحته، وكذلك الأستاذ وضاح عبد ربه..
إنها مهزلة فعلا ونحن ندعي أننا أمة اقرأ.
إننا نحتفي بالكتاب والعلم والمعرفة.. قد يكون جيدا ما جرى ليقرع جرس الإنذار، ربما يتحرك من به وله وعنده صمم وهو يرى ونحن جميعا بنا هذا.
الأمر أكثر من خطر.
أيها السادة: العالم كله يغرق في التسليع، ولكننا الأكثر سقوطا دعونا نحافظ على أقل ما يمكن أن يكون.. لا عذر لأحد وما من أحد خارج المسؤولية من البيت إلى الجامعة إلى كل المؤسسات.