على غير عادته.. فرع طرطوس لاتحاد الكتّاب يخوض في المسائل السياسية (نقلاً عن البعث)

طرطوس- محمد محمود

شكل جديد من أشكال النقاشات الحوارية والثقافية، طرحها اتحاد كتّاب طرطوس في لقائه الأسبوعي، والتي ابتعدت هذه المرة عن مجال الشعر والأدب واقتربت من الجانب السياسي، من منطلق دور المثقفين والأدباء في متابعة قضايا وطنهم والعالم من حولهم، حيث كان عنوان النقاش ولقاء الأحد الأسبوعي حول حقيقة تعدّد الأقطاب في العالم، وموقعنا فيه، وذلك خلال محاضرة مطولة للباحث والكاتب شاهر نصر، شرح فيها معنى القطبية العالمية وتطورها التاريخي، والواقع الذي آلت إليه اليوم، كما شرح المراحل والتطورات والحروب التي مرّت بها البشرية وانتهت باتفاقيات حكمت العالم بقطبين مختلفين، ثم تحدث عن الأسباب التي أفضت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي كقطب يواجه الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل بين المعسكرين وتراكم أخطاء ذاتية وموضوعية لم تعالج، وأفضت إلى تفكك ذاتي وتدريجي ومحاولة التقرّب من الغرب، لكن ما حدث لاحقاً كان أن تعرّضت دول الاتحاد السوفييتي ودوله المفككة لإذلال من الغرب وكان بؤرة للصراعات المسلحة وبقاء الروس في جمهوريات أخرى، بالإضافة إلى القوى النووية والمجمّعات العسكرية والضخمة الموزعة في أراضيه، كذلك اختلاس ثروات البلاد من قبل أشخاص حاقدين على الاشتراكية، ما أدّى ضعف نمو وتيرة الاقتصاد، واستغلال هذا الضعف في حلّ “حلف وارسو”، ثم اكتشاف الروس أن الشيوعية لم تكن الحاجز الوحيد في التقارب مع الغرب.

كلّ هذا أدى بحسب الباحث إلى عودة الأحلام الروسية ببناء قطب جديد مع توافر مقوماته وخطاب بوتين ٢٠٠٧ الذي قال صراحة إن العالم أحادي القطب ومركز للسلطة الواحدة لم يحلّ أي مشكلة وخلق استخفافاً بالقانون الدولي.

وأكد الباحث أن لدى روسيا، اليوم، كذلك الصين المقومات الكاملة التي تجعلها إلى جانب الولايات المتحدة دولاً متحكمة في نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، شارحاً العوامل المطلوبة في كلّ من تلك الدول لتوجيه مسار النظام العالمي والتوازنات فيه، مشيراً إلى أن نتيجة الحرب التجارية وعوامل أخرى عدة ستكون متحكمة في شكل وطبيعة النظام العالمي الجديد، مبيناً طبيعة العلاقات الدولية في عالم متعدّد الأقطاب برؤية جديدة وخلق مساحات من التفاهم والتعاون الدولي بتشكيل مجلس وفاق من دول عدة ذات تمثيل دائم ومنظمات ذات عضوية دائمة.

وتساءل الباحث أخيراً عن موقعنا كعرب وعلى المستوى الوطني، مؤكداً أن الوطن العربي يمتلك إمكانية تحقيق قطب، وهذا أمل يمكن أن يحكم عقلية المفكرين في المستقبل، أما على المستوى الوطني فالمطلوب إثبات حضورنا في هذا العالم ورفع المعاناة عن شعبنا، وينبغي على كلّ مثقف وأديب وصحفي تعزيز الأخوة مع أهلنا في كلّ محافظات الوطن والعمل على معالجة المسائل الاقتصادية، ليكون لبلادنا وجود في النظام الجديد، مؤكداً أن العلاقة مع أي قطب ينبغي أن تُبنى على المصلحة الوطنية مع إعمال العقل لمواجهة الحروب وخلق قطب ثقافي فكري ينشر المعرفة وينهض بالمجتمع.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات