عرفته من وجوههم…! (نقلاً عن الثورة)
بملامحه الرقيقة، ونظرته العميقة الحزينة حتى النهاية، وحضور أسرته الكريمة، ومختلف الوجوه الثقافية بمقاماتها المتنوعة، جميعها حضرت في جلسة تأبين المبدع الراحل ناظم مهنا، كعادته في المبادرة سعى إليها د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب…
حين حضرنا متأخرين عن الموعد، توقعنا أنه مجرد مجلس عزاء سريع.
فوجئنا بتلك القاعة التي تمتلئ عادة بجمهور الفعاليات، تغص بمحبي الكاتب الراحل، حين جلست في مواجهة زوجته وبناته، هالني منظر الأسرة الغارقة في الأسود يرممها حزن مهيب، ونظرات لاتزال مغرورقة بدموع الغياب…
هل كان غائباً حقاً …؟
الشاعر توفيق أحمد الذي أدار الفعالية، حين كان ينادي على الحاضرين الواحد تلو الآخر ليتلو كلّ منهم شهادته في الراحل، سرعان ما كان يحضر ببريق لن يخبو على مرّ السنوات وإن غاب جسده، إلا أن إبداعه وروحه حاضرة…
تلك الشهادات عن رئيس تحرير مجلة المعرفة استوقفتنا فيها لا الملامح الإبداعية فقط، بل والحالة الإنسانية التي شغلها لدى كلّ من عرفه التأثر الظاهر على أصدقائه خلال شهاداتهم جعلنا نعرفه جيداً نحن الذين لم يحالفنا الحظ ونلتقي به سابقاً…
ليست آخر مجالس التأبين، أو لنقل الاحتفاء بالمبدع الراحل… فها هو رئيس الهيئة العامة السورية للكتاب: د. نايف الياسين يؤكد أن الهيئة ستعمل على نشر آخر ما أنجزه المرحوم من خلال جمع ما تركه من أعمال مخطوطة لترى النور احتفاء بعمل وحياة وخُلق مُبدعها..
بينما يعتبر د. محمد الحوراني أنه من الصعب الحديث عن ناظم مهنا، في مثل تلك اللحظات إنه الإنسان الذي كان يشعّ أخلاقاً ونبلاً وثقافة وإنسانية وانتماء ومحبة…