“طريق الحرير تاريخ وآفاق مستقبيلة”
“طريق الحرير تاريخ وآفاق مستقبيلة”
احتضنت قاعة المحاضرات بمبنى اتحاد الكتاب العرب بالمزة فعاليات ندوة “طريق الحرير تاريخ وآفاق مستقبيلة”، وذلك ظهر الثلاثاء 11/10/2002.
تطرق المشاركون في الندوة التي أدار فعالياتها د. مصطفى العبد الله الكفري مقرر جمعية البحوث والدراسات إلى أهمية هذا الطريق من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والجيوسياسية، ودوره الأساسي في تعزيز العلاقات بين الشعوب.
وفي محور “الجيواستراتيجي والجيوسياسي لطريق الحرير” تطرق الباحث الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى أهمية المناطق الجغرافية في العالم ومواقعها الاستراتيجية التي تقدم الخدمات الاقتصادية، إضافة إلى محاولة السيطرة على ثرواتها كالغاز والنفط واليورانيوم وغيرها، واستعادة السيطرة على طريق البر بعد أن كان البحر الوسيلة الأهم للسيطرة الكاملة على طرق البحار مثل مضيق هرمز وجبل طارق.
وأشار الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في محوره الثقافي إلى أهمية طريق الحرير في تعزيز الفعل الثقافي الذي يرتكز على تاريخ متجذر من حوار الحضارات والتبادل الثقافي والمعرفي والعلمي بين الصين والدول العربية، والإسهامات الكبيرة لطريق الحرير
في تعزيز التبادلات التجارية والاجتماعية والثقافية، مستشهداً بكتاب ألف ليلة وليلة الذي لقي شهرة واسعة عند العائلات الصينية مثلما نقلت الحضارة الصينية الاختراعات القديمة إلى القارة الأوروبية عبر المنطقة العربية.
وفي محوره الجغرافي بين الدكتور بهجت محمد أن الخصائص الجغرافية للأمكنة لعبت دوراَ كبيراَ في أهمية طريق الحرير الذي ابتدأ من المشرق إلى أوروبا مروراَ بالمناطق العربية كمحطات استراتيجية مثل دمشق وحلب والعراق وغيرها، تأكيداَ على تقوية حضور هذه المناطق التي من شأنها أن تشكل عاملاَ اقتصادياً وثقافياً مهماً.
وعن أهمية دور الرحالة في تعزيز العلاقة بين الشعوب أشار الرحالة عدنان عزام إلى أهمية دورهم في كثير من الاكتشافات الجغرافية وتعميق الصلات الثقافية والإنسانية والتجارية بين الشعوب باعتبار أن للرحالة عظيم التأثير على الأمكنة التي يمرون بها من خلال ترك آثار إيجابية كنقل الحضارات وتعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية، كما فعل الكثير من الرحالة مثل ابن بطوطة والإدريسي وابن جبير الأندلسي وغيرهم.
وتطرق رئيس تحرير موقع طريق الحرير الإعلامي يعرب خير بك إلى ضرورة التعريف بأهمية طريق الحرير في مختلف الأصعدة، من خلال إقامة المحاضرات والندوات ونشر مواد إعلامية وإحياء هذا الطريق للتوجه شرقاَ، ولنكون فاعلين وشركاء به ولا سيما أن سورية معبر مهم بين الشرق والغرب وهي ذات دور حضاري وأخلاقي وثقافي وسياسي لا أحد يستطيع إنكاره.