«زيارة جديدة لتاريخ عربي» قراءة في ثلاثية د. كمال خلف الطويل (نقلاً عن الوطن)
وائل العدس
عقد اتحاد الكتّاب العرب ندوة حوارية حول ثلاثية الباحث والمفكر الدكتور كمال خلف الطويل «زيارة جديدة لتاريخ عربي» (عبد الناصر كما حكم بجزئيه، البعث كما حكم).
أدار الندوة رئيس الاتحاد د. محمد الحوراني وشارك فيها د. منير الحمش ود. عماد فوزي شعيبي على حين تغيب د. عقيل محفوض لأسباب اضطرارية.
حلقات متصلة
أكد د. كمال خلف الطويل أن الماضي والحاضر صلات وصل بالمستقبل، وما التاريخ إلا حلقات متصلة تتكئ بعضها على بعض.
وقال: إن حزب البعث إضافة إلى دعوة التحرر والوحدة فقد حمل نفساً عدلانياً أكثر جذرية من كل سابقيه في دعوة العروبة.
الولاءات الوطنية
وصف رئيس اتحاد الكتّاب العرب د. الحوراني الكاتب الطويل بأنه الباحث الرصين والمنقب عميقاً في عمق التاريخ والوجع، وأضاف: عندما يتحدث فإنه لا يتحدث بالشعارات ولا بالولاءات المناطقية أو الطائفية أو الدينية، وإنما يتحدث أولاً وقبل كل شيء بالولاءات الوطنية، وفلسطين هي بوصلته، ومن هنا أتى كتابه الأخير، وربما لا يتقاطع البعض منا مع بعض ما ذهب إليه ولكن هذا هو الواقع وما يستند إلى الوثيقة، لأنه لا يتحدث من دون وثيقة أو معلومة دقيقة.
ورأى د. حوراني أن الشهادة التي شهد بها محمد حسنين هيكل بحق كمال خلف الطويل يستحق أكثر منها.
عمل مبتكر
أكد د. شعيبي أن العمل مبتكر لأنه يتجاوز السرديات التاريخية التي يعودنا إياها كتّاب التاريخ، وهو أقرب إلى القصصية المشوقة أحياناً والممجوجة أحياناً أخرى.
وقال: القضية في المنهج الذي يتناوله د. كمال أنه مبتكر، بمعنى أنه ذاتي أولاً قبل أن نسقط الأمر على المادة المقدمة، وهو مبتكر بحيث يجمع الحدث مع تحليله، بمعنى إضفاء الذات سلفاً على المادة التاريخية، سواءً أكان هنالك مصدر أم كان ملئاً للفراغ، فملء الفراغ في كتابة التاريخ هو فعل إنساني لا يمكن القول بغيره، وخاصة عندما تقرأ تاريخ من رحلوا، وهو منهج مبتكر لأنه لا يقدم سردية تاريخية في أي مقطع من مقاطعه من دون تحليل قبلاً وبعداً.
وشدد على أن لغة الكاتب تضاف إلى المنهج، وتضيف نلك الصور البيانية التي تجعل من سرد النص التحليلي ما يمكن اعتباره نحتاً في اللغة من ناحية وصوراً أحياناً تصل إلى حد الشاعرية التي تقدّ في جبل.
مرجع موسوعي
بدوره أكد د. الحمش أنه لا يستطيع أن يحاجج صاحب الثلاثية بالأحداث والتواريخ والأماكن لأنه كان مرجعاً موسوعياً عندما نحتاج لـتوثيق واقعة أو التأكد من حادثة أو اسم، مشيراً إلى أن الثلاثية اتسمت باتساع رقعة الموضوعات والأحداث والمواقع والأشخاص.
حرفية عالية
أما الغائب الحاضر عقيل محفوض فقد أرسل ورقته وقال في فيها: يمثل الكتاب قراءة أو زيارة كاشفة للتاريخ تضيء من منظور الكاتب على نقاط مفصلية في تاريخ سورية والمنطقة. وأشار إلى أن الكتاب أضاء بموضوعية وحرفية عالية على نقاط بالغة الأهمية والحساسية في تاريخ سورية والمنطقة العربية، وقد تحرك الكاتب بحذر إنما بقوة وثبات بين طيات تاريخ معقد ومحروس بالرجال والنساء، وبالجهل والغموض، وبالتخندق الإيديولوجي، وأمكنة العبور بنجاح وإبداع وأخذ يعبر عن انشغاله بالوقائع والتواريخ والأحداث وتفسيراتها وتأويلاتها، بهمة محترف وعقل مفكر وروح منتمٍ يرجو مستقبلاً أفضل للعرب في العالم اليوم.