رؤية الناقد تمام العواني في نشأة المسرح العربي (نقلاً عن الثورة)
الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
تدرج المسرح العربي عبر مراحل طويلة، وهوجم بداية، ولكن هوس الفن لم يفارقهم ولم تلن عزيمتهم، فكان منه اجتماعي ومنه فكاهي عكس آلام الشارع وأفراحه.
برؤية مختصرة قدم الناقد المسرحي تمام العواني محاضرة بعنوان “نشأة المسرح العربي” على منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بحضور عدد من رواد الاتحاد وأعضائه.
تناول خلال محاضرته المسرح القديم أيام الخلافة العباسية، وعرف مسرح خيال الظل، مشيراً إلى أن الخليفة المتوكل أول من أدخل الألعاب والموسيقا والرقص إلى القصر، وأن الممثلين كانوا يأتون من الشرق الأدنى والأقصى ليقدموا تمثيلياتهم في قصور الخلفاء.
وأضاف: كان مدخل مارون النقاش إلى المسرح هو النص الأدبي ثم قصص الشعوب، أما أحمد أبو خليل القباني فقد أهتم بعناصر الغناء والإنشاد والرقص، واعتمدت قصة المسرحية لديه على العناصر الفنية والقصص الشعبية.
أما عن تجربة يعقوب صنوع في مصر فقال العواني: إن الرائد الثالث لفن المسرح في مصر يعقوب صنوع، ونتيجة اشتراكه بتمثيل مسرحيات مع فرقتين فرنسية وإيطالية زارتا مصر عام ١٨٧٠ توزعت أعمالها بين الكوميديا والأوبريت، أنشأ مسرح عربي على نفس المنوال وصل عدد أعماله المسرحية لـ ٣٢، أغلبها يصور الواقع ذات طابع اجتماعي ناقد لمظاهر التخلف والظلم الاجتماعي.
ويضيف: كان المسرحي جورج أبيض يلقب بأبي الفنون وهو من مؤسسي المسرح في مصر، قدم أعمالاً مسرحية عالمية هامة، بعد مشاركات عديدة صغيرة في عدة فرق وقد قام بتقديم طلب لتأسيس فرقة رشحه الخديوي للذهاب في بعثة لفرنسا لدراسة المسرح أولاً لنقل خبراتهم إلى الشرق وليؤسس أول مسرح محترف ويطلق اسمه عليه.
يعرج العواني على تجربة مراد السباعي الكاتب والمخرج، فهو من أهم رواد الحركة المسرحية السورية والقصصية وأول مخرج مسرحي سوري يجمع الرجال والنساء في عرض مسرحي.
فكانت بدايته بعمر ١٦ عاماً من خلال أصدقاء أسرته من المسرحيين، في وقت كان المسرح أداة نضال، ونظراً لوسامته كانت تسند إليه أدوار الفتيات التي برع فيها كثيراً، ثم بدأ يكتب نصوصاً مسرحية قصيرة مع الفرقة المسرحية التي أسسها مع أصدقائه.
وعن الكاتب والمسرحي فرحان بلبل ودوره في المسرح العمالي، أشار العواني إلى أن المسرح العمالي في حمص تميز على مستوى الوطن العربي، واستمر لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً وهي الفرقة الوحيدة التي استمرت كل هذا الزمن.
يضيف العواني- نقلاً عن بلبل في أحد لقاءاته عن عوامل نجاح الفرقة: العامل الأول هو أهدافنا الفكرية الواضحة منذ تأسيس الفرقة حتى اليوم وهي معالجة الهموم والمشكلات التي يعاني منها الناس في الجانب الإنساني، ثانياً: عندما تأتي وجوه جديدة للعمل على علم مسبق بتقاليد عمل الفرقة فتلتزم بالشروط وتستمر.
أما العامل الثالث لاستمرار الفرقة أننا نعمل على قاعدة الأسرة الواحدة، فنحن أصدقاء وعلاقات أسرية، وتزوج اثنان من أعضاء الفرقة من بناتي، وأصبح لي أحفاد بين أعضاء الفرقة نفسها.
واختتم العواني المحاضرة بالحديث عن تجربة الدكتور الناقد هيثم الخواجة الغنية وتجربة وليد فاضل التي لم يأخذ حقه إعلامياً.