الثورة – فاتن دعبول:
بحضور عدد كبير من الأدباء والشعراء والمتابعين والمهتمين، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره بدمشق، مهرجاناً شعرياً بمشاركة كل من الشعراء، د. نزار بني المرجة، منذر يحيى عيسى، بسام حمودة، غانم بو حمود، أمل المناور، د. عيسى شماس، ثابت المعلم، ود. أسامة حمود، وكان ضيف المهرجان الشاعر الفلسطيني محمود حامد.
وعبَّر الدكتور إبراهيم زعرور في تقديمه للمهرجان عن دور الشعراء والأدباء تجاه الوطن، وقال:
لقد اعتدنا أن يكون لدينا في اتحاد الكتاب العرب ثقافة الوطن وحب الوطن والانتماء إليه، هذا إلى جانب الدعوة دائماً إلى التمسك بالهوية الوطنية والدفاع عن الأرض ونشر الوعي في صفوف المجتمع السوري، فقضية الثقافة الوطنية هي هدفنا واستراتيجيتنا من أجل تحقيق كل ما من شأنه أن يرتقي بالوطن.
وأضاف: على الأدباء والشعراء والفنانين أن يعزفوا على هذا اللحن الوطني، ونسعى ليكون هذا الأمر وسيلتنا لتحقيق الوعي وتعميم ثقافة التسامح والمحبة والسلام بين فئات المجتمع، بدءاً بالطفولة، ومروراً بالشباب، وانتهاء بمكونات المجتمع جميعه.
وأدار المهرجان د. عبد الله الشاهر الذي بيَّن أن هذه الفعالية تمتاز ليس بعنوانها فقط، بل بالمشاركين من القامات الشعرية التي جاءت تجود بقرائحها لوطنها الذي يبقى هو المثل الأعلى لنا، وجميعنا تحت سقف الوطن.
وكما أن العرافين يتوقعون، فالشعراء أيضا يتنبؤون، ونحن نأخذ بتنبؤاتهم بأن المستقبل يحمل لوطننا الخير والعطاء والسلام والمحبة.
وفي قصيدته عبَّر ضيف المهرجان الشاعر محمود حامد عن حبه للشام بالقول:
ما زلت: ما يشتاقه الوجدان
طيراً عابراً، ونفوراً
فاستحملي أرق المداد، فإنه، فيما ينز من المداد عبير
تبقين بي وجع القصيدة عاصفاً، في خافقي، وكم تلاك حضوراً
يا شام كيف أعيد ترتيب الخطى، حتى نكون معاً دماً ومصيراً.
وفي مشاركته يحكي د. عيسى الشماس عن الشهيد ودوره في الدفاع عن الوطن وتضحياته من أجل أن يحل السلام في ربوع البلاد، يقول في قصيدته” بوح في أذن الشهيد”:
مادت بنفح الوثب من أشلائنا، سحب مطهمة وأوراق انتشاء
والفارس المنسي، غادر وقته المصلوب من حقب مضت
ووجهك موغل في الشوق، يرقب في المدى أحلامنا
ليقيم في أوجاعنا عرس البقاء، هذا السحاب المنتشي من أين لملم دفنه، من طقسك الأبدي
أم من خيبة غطت ملامح عمرنا، فأتيت يا طفل الحكاية حاملاً أوجاعنا، هذي الشقائق أشرعت عصفاً كدمع الأرجوان مضمخا بندى اللقاء.
وتحت عنوان” شمعة الكلام” قدَّم الشاعر منذر يحيى عيسى قصيدته من مجموعته الشعرية التي حملت عنوان” وحيداً ستمضي” ليحكي عن رحيل المحبين وابتعادهم، يقول:
في منتصف الوقت إلا قليلاً، تذوي شمعة الكلام، وترتفع إشارة مفاجئة، كأنها عصف السؤال:
إلى أين تقودنا مجنحات الرؤى، الأرض مدماة، ويجلجل في السماء، صرير الأبواب، وأنت تقف على الباب القريب في رداء الضوء، تنصت لهمس الخلق وغناء القصيدة، يرتد طرفك.
فتومىء للعابرين على عجل، أوقفوا الرحيل، لينتشر البياض راية.
ورغم دراسته للطب، فإن الشعر أخذه إلى عالم الإبداع ليترك بصمته في الشعر وسحر الكلمات، يقول الشاعر ثابت المعلم في قصيدته” رسالة من تراب”:
أحاول أن لا أحس، فيبكي الجدار، وتبكي الشبابيك، والذكريات العتيقة
يظن اليتامى، بأني سرقت الدموع، أو الحزن منهم، ولا يعلمون بأي طريقة، فأشرح أني خسرت بلادي
وخانت عهود المحبة، كل الأراضي الشقيقة، ولم يبق إلا فلسطين تحنو، علي وبغداد قلبي العريقة
وتفخر الشاعرة أمل مناور بحضارة سورية التي تعود في جذورها إلى آلاف السنين، وتحت كل حجر حكاية مجد وتاريخ عريق، تقول في قصيدتها” الشمس”
في عمق هذي الأرض، لي جذر، ولي فوق السماء كواكب ونجوم، فأنا بدايات الحياة، وإنني أم لها في الحنان رؤوم.
وأنا الفرات بمجده وبجوده، وبتدمر لي قصة، تدري بها، وبما جنته الروم، والرقة بنيت كشاهد عصرها
كانت على سطح السماء تحوم، وحضارة في منبج التاريخ قد
كانت تشع نضارة آداب سادت عندها وعلوم.
وتابع الشعراء المشاركون في تقديم قصائدهم كل يحمل في قلبه حباً وولاء للوطن، إيماناً منهم كما الوطن للجميع، فالوطن أيضاً يحتاج أبناءه في تقديم ما يليق به، وامتازت المشاركات بفنية عالية، على اختلاف الأسلوب، فمنهم من اختار قصيدة النثر، ومنهم من عبَّر بقصيدة التفعيلة، ولكن الجميع اتفقوا على حب الوطن والولاء لعزته وكرامته، ويعملون تحت سقف الوطن.
قد يعجبك ايضا