انطلاقاً من أهمية إعادة قراءة التاريخ… اتحاد الكتاب العرب يُحيي ندوة حول ثلاثيّة الدكتور كمال خلف الطويل ومراجعاته
د.الحوراني : نحتاج إلى قوة حقيقية في طرح الأسئلة المفصليّة...
لقراءةِ التاريخ أهمية قصوى تتجلّى في الاستفادة من دروسه الذي نحتاج إليها، والاهتمام بما يُكتب عنه، وهو من أولويات العمل في اتحاد الكتاب العرب، لذلك أحيا اتحاد الكتاب العرب صباح السبت ٣-٨-٢٠٢٤ ندوة حول ثلاثية الدكتور كمال خلف الطويل (زيارة جديدة لتاريخ عربي، عبد الناصر كما حكم، البعث كما حكم) أدارها رئيس الاتحاد د.محمد الحوراني، وشارك فيها د.منير الحمش، ود.عماد فوزي شعيبي، ود. عقيل محفوض من خلال الورقة التي أرسلها بعد أن منعته ظروفه الحضور، ومن المعروف أن الباحثين المشاركين من المختصين الذين عاصروا الكثير من التغيّرات الجيوسياسية المطروحة في الثلاثيّة.
بدايةً أوضح رئيس الاتحاد د.محمد الحوراني في مستهل الجلسة أن ثلاثيّة الكاتب التي صدرت قبل فترة قريبة عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت جاءت انطلاقاً من ولاءاته الوطنيّة ومن كون فلسطين هي بوصلته، ويضيف الدكتور الحوراني: مع الأسف يعتقد البعض بأن في تاريخنا مقدّساً لا يمكن أن نتكلم عنه، ولا يمكن أن نوجّه له سهام النقد الإيجابي، ولكن عندما نحبّ تاريخنا ونخلص له، يكون عندنا رغبة حقيقية بتجاوز السلبيات التي وقعنا فيها أو أوقِعنا فيها، ويمكننا أن نبحث بكل جرأة في هذا التّاريخ، ويمكن للطبيب أيضاً أن يُعمل مبضعه في هذا التاريخ بالطريقة التي يرى أنها مُخلِّصة أو لا، وهذا ما اشتغل عليه ضيفنا اليوم الدكتور كمال.
ثم بدأت الجلسة بكلام الدكتور كمال خلف الطويل الذي قدم عرضاً موسعاً عن الثلاثية وأهم المحاور التي تضمنتها الثلاثية، وضرورة إعادة قراءة التاريخ بعيداً عن التخندقات والتحزبات والقناعات المسبقة، وذلك بهدف تجاوز السلبيات والسقطات في أي مرحلة من المراحل السابقة.
تحدّث الدكتور د.منير الحمش عن جزء محدد في الثلاثية وهو ” البعث كما حكم”، وعن موضوعين فيه فقط، هما إشكالية تأسيس الدولة السورية، والتوقف عند إحدى المحطات المهمّة في حياة حزب البعث العربي الاشتراكي، وهي التي عاش تفاصيلها ليش كشاهد وإنما كفاعل في الحدث، وأشار إلى الوحدة والاستقلال ووعد بلفور والانتداب الفرنسي على سورية وتفاصيل كثيرة في مسيرة الحزب وجمال عبد الناصر.
بدوره ركّز د. عماد فوزي شعيبي على العمل من حيث المنهج فهو برأيه مبتكر لأنه يتجاوز السرديات التاريخية التي يعوّدنا عليها كتاب التاريخ، وهي أقرب إلى القصصية المشوّقة أحياناً، والممجوجة أحياناً أخرى، وهو يجمع الحدث مع تحليله، كما تطرّق إلى الإضفاء في المنهج وملء الفراغات، ويختم بأن ما فعله الدكتور كمال هو ضرب من تجسيد لدور الذات ليس في زيارة جديدة للتاريخ إنما في خلقه من جديد.
وقرأ الدكتور الحوراني ورقة عمل كتبها د.عقيل محفوض الذي لم يستطع الحضور لظروف خاصّة، حيث طرحَ فيها العديد من التساؤلات الكبيرة أبرزها: هل كان السوريون والعراقيون والمصريون وأهل الأقاليم عامة مؤمنين بما كانوا يقولون؟ ولماذا أخفقت الإيديولوجيات والسياسات في تحقيق ما وعدت به ولو بالحد الأدنى؟ وهل ثمة نصوص حزبية فكرية بعثية أو ناصرية قابلة للقراءة اليوم؟ وفي ظل ما جاء في هذه الورقة أكّد د.الحوراني أنه يجب أن تكون هناك قوة حقيقية في طرح أسئلة مفصلية جادّة خالية من الجبن لمواجهة المرحلة الحالية.
ختاماً أفسحَ الدكتور الحوراني باب المداخلات لتبادل الآراء مع الحضور الذين هم مجموعة واسعة من المثقفين والأدباء والمفكرين الذين حضروا اللقاء وكانت نقاشات غنية ومفيدة، ولا سيماً أن قسماً من الحضور كانوا من العارفين بتفاصيل هذه المرحلة أو المشاركين بصناعتها.