«المقاومة انتماء وتمسك بالهوية»…في وقفة تضامنية مع الجولان المحتل (نقلاً عن الثورة)
الثورة- رفاه الدروبي:
الوقفة التضامنية مع أهلنا في مجدل شمس تأتي تأكيداً على السير في درب المقاومة، والتمسُّك بالأرض المحتلة، والوقوف قلباً وقالباً مع أهلنا في الجولان عامة وفي مجدل شمس خاصة.
بكلماتها القليلة بدأت رئيس فرع القنيطرة لاتحاد الكتاب العرب الدكتورة ريما دياب المهرحان الشعري تحت عنوان: «المقاومة انتماء وتمسك بالهوية»، أحياها الشعراء في المركز الثقافي بحضر، تحت رعاية محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران، ومشاركة كوكبة من الأدباء المدافعين عن الأرض والإنسانية: الدكتور أسامة الحمود، غدير إسماعيل، سمر تغلبي، جابر أبو حسين، فارس دعدوش، فيما أدارت الفعالية رئيس فرع القنيطرة للاتحاد الدكتورة ريما دياب.
الاحتلال يوغل في ممارساته
الدكتورة دياب أكّدت على أنَّ الاحتلال مهما حاول الإيغال في ممارساته وقراراته الباطلة بحق الجولان، أرضاً وتاريخاً وسكّاناً، فلن يزيد أهلنا في الجولان إلا قوة ومقاومة، مشيرةً إلى الدور الفاعل للأديب في إيصال كلمة حق يمكن أن تكون قاتلة كالرصاصة، ولذلك جمع الاتحاد باقة من الأدباء من أجل أن يُجسِّدوا موقف الأديب الواحد والواضح تجاه الظلم والاحتلال.
من جانبه قدّم محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران كلمةً أشار فيها إلى المصاب الجلل الواقع على أهلنا في الجولان المحتل، ما تسبَّب بفقد اثني عشر كوكباً دُرَّياً من سماء الوطن. إنَّه مصاب إنساني وجداني، منوّهاً بأن اللقاء تضامنيُّ مع أهلنا في مجدل شمس وجباثا وعين قنية ومسعدة والغجر، بينما يعيش الأهالي حالة مقاومة لتدلَّ على عمق الانتماء وإرادة التحدي وتجسيد عزيمتهم وبأنَّهم شعب لا يلين.
أناشيد من وحي المناسبة
شارك الأديب الدكتور أسامة حمود بقصيدتين من وحي المناسبة بعنوان «يا مجدل العز، نسغ الجمال شآمنا»، فأنشد في الأولى:
مَكثُوا على صَدرِ الصَّباحِ طويلا
ويُغيظُهُم، إذ لايزالُ جَميلا
شَقُّوا رِداءَ الشَّمسِ، لكن؛ أشرَقَت
شَمسُ الغَيارى تكرَهُ التأجِيلا
وحَمائِمٌ بيضاءَ جَذلى، لم تَزَل
تُهدِي سَماءَ العاشِقِينَ هَدِيلا
وتُطرِّزُ الأفقَ المُحلِّقَ والرُّؤى
وتُظِلُّ تحتَ جَناحِها تأويلا
وتغنَّى في الشآم فأنشد:
تِيهِي بِحُسنِكِ واشمَخِي يا شَامُ
لا يُشــغِلنَّكِ عــــارِضٌ وغَمـــــامُ
تَسَّــاقَطُ الأورَاقُ عَن أغصَانِهَـــا
للـــــرُّوحِ فِي تِشـــرينَ ثَمَّ قِيامُ
سَقَطَت أسـاطِيرُ العُتاةِ بِساحِنا
ولسَوفَ تســــقُطُ ها هُنا أوهَامُ
كما قدّم الأديب جابر أبو حسين بدوره عدداً من القصائد بعنوان «خط العواصف اسمها، لا بدّ لهذا الشجر، ريحُ أردى»، ورأى أنَّ وقفتهم عبارة عن وقفة على هامش الوجع، ليقولوا ما يعتصر في قلوبهم على أرواح شهداء مجدل شمس الأطفال، مَنْ قضوا بنار الهمجية الصهيونية فغنَّى فيها:
دمعٌ على المجدل
ودمٌ على الأغصان
يا فجر لو تحمل
خبراً من الخلان
أبكي وهل أعذل
إن فاضتِ الأحزان؟
يا حبّنا الأجمل
يا أطيب الأوطان
يا حبَّنا الأول
يا سيِّدي الجولان
يا حب لا تسأل
لا بدَّ من طوفان
هي صرخة وهوية
هي راية للثلج
مصباح انكسارات السلام
على النجيع الحر
ورد للبطولة
واحتراف الانتماء
سورية كتبت على خط العواصف اسمها
وتمسكت بالريح والأمطار
والنجم المزنر بالغناء
وتشبَّثت بالأرض
فانحنَتِ السماء
ثم قالت الأديبة سمر تغلبي: إنَّهم أتوا بقلب واحد للمواجهة بكلِّ الوسائل المتاحة، وحسب المتاح عندهم فالقلم كسلاح معرفي لا يقل أثره عن أثر الرصاصة، ثم شاركت بقصيدتين عنوانهما: «لا وقت للشعر، أمُّ أنا»
أمٌّ انا يا عاذلي
فدعِ الكلامْ
الجرحُ يحتضنُ الصدى
ويضمُّ وهمَ محاجر كانت هنا
ويلوذُ بالأوهام
بالأحلام
تذروها الرياحُ المشرئبةُ
من فضاءاتِ اللئامْ
محال أن ينتهي الليمون
أمَّا الناقد الدكتور أحمد علي محمد تحدث في نهاية المهرجان عن أهميَّة القصائد الملقاة، وأثنى على الشعراء ممَنْ أمتعوا الجمهور وشحنوه بجمال كلمة انكشفت عنها القصائد، ذلك أنَّه في البدء كانت الكلمة والكلمة تعني اللغة.. الهوية، والانتماء، وفيما يخصُّ جرائم الصهاينة في مجدل شمس وغزة فالشعر يقول لهم: كلُّ ليمونة ستنجب طفلاً ومحالٌ أن ينتهي الليمون.
ختام الفعالية تمَّ إهداء مكتبة المركز الثقافي في حضر مئة عنوان من اتحاد الكتَّاب العرب في سورية لرفدها بكتب قيِّمة ومتنوِّعة.