الليبرالية الجديدة وتحولاتها وتطورات الجريمة الإلكترونية في المحطة الثقافية بجرمانا (نقلاً عن سانا)
ريف دمشق-سانا
تضمنت ندوة (الليبرالية الجديدة وتحولاتها وتطورات الجريمة الإلكترونية) التي أقامها فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب والمحطة الثقافية في جرمانا، وشارك فيها الدكتور الباحث والمترجم هاني الخوري والباحثة المحامية لارا الحلبي المعاني المتعددة لليبرالية الجديدة، وكيفية مواجهتها وما سببته الوسائل الإلكترونية الجديدة من سلبيات وقع ضحيتها كثير من الشباب وصولاً إلى جرائم يعاقب عليها القانون.
الدكتور الخوري أوضح أن الليبرالية الجديدة تندرج ضمن الاتجاه المعياري في العلاقات الدولية وتشدد على التعاون والتقارب بين الدول في العلاقات الدولية بدلاً من القوة والصراع، ولكن تحمل في طياتها آليات في العمل الاقتصادي الدولي الذي يؤدي إلى السيطرة على الثروات الكبيرة وتجميعها بأيدي قلة صغيرة من الملاكين، وتعتمد على حرية التجارة وتمرير التجارات الرمادية والسوداء والمحافظة على الهيمنة والسيطرة على المال.
وترى الليبرالية حسب الدكتور الخوري أن هناك فئات اجتماعية متباينة وأفراداً مؤهلين بطبيعتهم للترقي والرفاهية وأفراداً غير مؤهلين، مستشهداً بما آلت إليه مارغريت تاتشر الأمريكية بما توصلت إليه في سلوكها الليبرالي، وهذا ما سعت إليه الجهود الأمريكية لتأسيس وتعزيز نظام دولي أحادي القطب الذي نشهد بوادر تدهوره لتشكيل نظام عالمي جديد بعد الصراعات الدولية لهذه الأسباب بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من جانب، وكل من الصين وروسيا من جانب آخر اللتين رفضتا كل أساليب الهيمنة العالمية وسلبياتها.
وأشار الخوري إلى متغيرات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة منها اقتصادية وثقافية وسياسية وظهور العولمة والتكنولوجيا والإنترنت، وهي أشياء مدعومة بالتفكير أولاً وأخيراً لاستهداف الوطن العربي ومسح ثقافته وتفكيكه وسيطرة الكيان الصهيوني والتطبيع معه.
الباحثة الحلبي رأت بدورها أن ظهور الإنترنت وما ساهم به من وجود وسائل إلكترونية متعددة، جعل التواصل بمختلف أشكاله أمراً سهلاً ونشط تبادل البيانات والصور والمكالمات والتعرض للابتزاز.
وبينت المحامية الحلبي أن كثيرين ممن وصلوا إلى هذه التقنيات لم تكن لديهم الثقافة الكافية القادرة على منعهم من السقوط في براثن الليبرالية الحديثة والهبوط إلى تدني العلاقات الاجتماعية والمناوشات والخلافات، ما ساهم في خلق مشاكل وجرائم إلكترونية تطورت إلى أكثر من ذلك على الصعيد الواقعي والاجتماعي، وهذا دفع إلى صدور قانون لحماية حق الفرد عام 2012 يفرض عقوبة على كل من يستخدم الوسائل الإلكترونية في أذى الأفراد بشكل أو بآخر.
وأوضحت الحلبي أن التعاون الاجتماعي والثقافي يجعل أفراد المجتمع قادرين على التعاون مع المؤسسات القائمة على تطبيق القانون وتحقيق العدالة ورفض أي وسيلة إلكترونية أو غير إلكترونية تهدد مستقبل أمتنا ومجتمعنا، لافتةً إلى القدرة الكبيرة الوافرة على تسخير هذه الوسائل في تقوية وتنمية الترابط الاجتماعي والوطني أمام المجتمعات العالمية.
رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب الشاعر محمد الخضر الذي أدار الندوة قدم كثيراً من نتائج الليبرالية الحديثة على الصعيد الثقافي بشكل عام والشعر بشكل خاص، الذي أصبح في متناول الأيدي نظراً لتفشي التسميات الإلكترونية دون أي متابعة أو ملاحقة من المفترض أن تكون من قبل كل المعنيين.
وفي مداخلته رأى منسق بحوث الرأي العام بكور العاروب أن تسليط الضوء على الليبرالية وعلى الجريمة الإلكترونية ومسبباتها لا يكفي، فلا بد من تكثيف النشاط الأهلي والثقافي لتوجيه الرأي العام والقوة الاجتماعية لعدم الهبوط أمام أي حالة تهدد قيمه.
وطرح فراس الحوش رغبة التجمع الثقافي في العمل والسعي على تعريف الليبرالية بشكل دقيق وتوضيح سلوكياتها ووسائل محاربتها والحذر منها.
وفي تصريح لمراسل سانا قالت رئيسة المحطة الثقافية في مدينة جرمانا رمزا خيو: إن أهم ما يجب السعي إليه والقيام به هو محاربة الثقافة لليبرالية الحديثة، ليس فقط في الندوات والمحاضرات بل في الأشكال والأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والقصة والمقالة وتعويد رواد الثقافة على ذلك.
محمد خالد الخضر