الكاتب البلجيكي باتريك ديسارت الاقتصاد المتبادل: مجتمع من دون رأس مال (نقلاً عن الثورة)
الثورة_فاتن أحمد دعبول:
استضاف اتحاد الكتاب العرب الكاتب البلجيكي باتريك ديسارت للحديث عن كتابه” الاقتصاد المتبادل، مجتمع من دون رأس مال” الذي يصدره الاتحاد قريبا باللغة العربية.
وفيما يتعلق بحوار الكاتب حول الاقتصاد التعاوني، بين د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب، أن هناك أكثر من ترجمة دقيقة للعنوان، ولكن الحديث عن اقتصاد تعاوني، يعني الحديث ضد الاقتصاد الرأسمالي، أو هو حديث يخالف الاقتصاد الرأسمالي، وهو في الآن نفسه يعتمد على الاقتصادي الشعبي” تبادل السلع، المنتجات ..” ويتم تداوله في الدول النامية والفقيرة بشكل أساسي، مع العلم أن هذا النظام اعتمدته الصين لأنه اقتصاد من شأنه أن يجعل المجتمع أكثر تماسكا، وأكثر قوة وفاعلية.
وأضاف: يسعى الاتحاد لترجمة الكتاب إلى العربية، كونه يحمل فكرا جديدا في الاقتصاد، ولاقت أفكاره القبول من قبل المتخصصين في الاقتصاد، وستقام ندوات تعرف بهذا الكتاب وخصوصا في الجامعات.
ويضاف إلى ذلك أن اتحاد الكتاب وقع عدة مذكرات تفاهم مع دور نشر إيطالية لترجمة قصص للأطفال، وبدأنا فعلا بترجمة قصص للأطفال ترجمها نبيل المهايني عن الإيطالية.
وقد أدار الحوار الأديب والشاعر توفيق أحمد والذي قدم لهذا الحوار بالقول:
إن سورية تعيش حالة من الضغوط الاقتصادية، طالت الحاجات الأساسية لحياة الإنسان مثل المحروقات والدواء .. بسبب ما يطبق عليها من عقوبات تتنافى مع المواثيق الدولية، ولاسيما قانون” قيصر” سيئ الذكر.
وأضاف: ولأن سورية ستنهض رغم الظروف والضغوط، وهناك فريق اقتصادي يقوم بتقييم الاقتصاد السوري من تطبيق الاقتصاد الاشتراكي الذي أدى إلى وفرة بالإنتاج وتحد في تصدير الفائض إلى تطبيق ما يسمى اقتصاد السوق الاجتماعي، حيث المحافظة على مزايا العاملين والخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن، والتطلع إلى تحقيق ريعية أفضل للإنتاج عن طريق الانفتاح على الأسواق الخارجية.
وبين بدوره أنه سيتم دراسة التجربة الصينية والعمل على إعادة هيكلة الاقتصاد السوري، بما يحقق شروط الانضمام إلى السوق الأوروبية، وصولا إلى اليوم، حيث اقتصاد الحرب وتحديات إعادة الإعمار والمهجرين.
واليوم أحوج ما نكون لتوسيع الدائرة المعرفية حول الاقتصاد ومدارسه، وصولا للتأسيس الاقتصادي ما بعد الحرب، وعليه سيقدم باتريك ديسارت خلاصة كتابه حول الاقتصاد التعاوني أو التكاملي، وسيقوم غسان إسماعيل بالترجمة إلى العربية:
وقبل البدء بالحديث عن الأفكار التي يتضمنها الكتاب قدم الكاتب باتريك ديسارت لمحة من سيرته الذاتية، وكيف كان يناصر الضعفاء ويقف إلى جانبهم منذ سنوات عمره الأولى، وكانت البداية من مباراة حضرها عن مصارعة الثيران، وشاهد القسوة التي تعامل بها هذه المخلوقات، من هنا بدأت رحلته في الدفاع عن الحق ضد الظلم.
ومن ثم قدم لمحة تاريخية عن نشأة الاقتصاد الرأسمالي، وكيف يستغل هذا النظام العامل ويسرق جهده، لذلك يجب عدم تبني هذا النظام، لأنه لا يحقق الفائدة للعامل والفلاح وللمجتمع بشكل عام.
ويبين أن فكرة الاقتصاد التعاوني تقوم على أن القيمة للعمل وليست في المال، ويجب التحرر من سيطرة المال، والمال لا يقصد به هنا معدنا أو ورقا، بل المال هو نظام، ومرتبط هذا النظام المالي بنظام الرأسمالي الذي بدوره يستعمل النظام المالي لاستغلال البشر والسيطرة على أملاكهم الحقيقية.
وفكرة الكتاب تعتمد على إضعاف هذا النظام الرأسمالي المستغِل بمحاولة التخلي قدر الإمكان عن استعمال المال كنقود معدنية وورقية، وخصوصا في مجال إرضاء الحاجات الأساسية، وطبعا هو لا يقصد تغيير النظام العالمي بهذه الفكرة، ولكن يقصد المجتمعات الصغيرة التي تستطيع أن تبني اقتصادا تشاركيا، كل فرد منها ينتج ما يكفي لإرضاء الحاجات الأساسية لهذا المجتمع” الإنتاج عملية تكاملية”.
يقول باتريك: بهذه الطريقة نضعف دور المال، وإضعاف دور المال هو إضعاف للنظام الرأسمالي، لأنه يستعمل المال كوسيلة للسيطرة على البشر وسرقة جهودهم وقيمة ممتلكاتهم الفعلية.
ويخلص إلى القول: إن تطبيق فكرة الكتاب واردة، ولكنها لا يمكن لها أن تغير النظام العالمي، والمال بالنهاية ليس مادة ورقية أو معدنية، بل هيطو نظام بدأ حتى في أوروبا يتغير، لأن جهات كثيرة بدأت تعتمد على العملة الرقمية.
والكتاب مقسم إلى أربعة فصول، تحدث في الفصل الأول عن أثر الرأسمالية على عقول الناس” أيديولوجية الرأسمالية” وفيه دعوة للتحرر من هذه الأيديولوجية، ويتوقف في الفصل الثاني محاولة تجنب إنتاج الرأسمالية من جديد، والظروف التاريخية التي ساهمت بإنتاج الرأسمالية، بينما خصص الفصل الثالث لتهيئة القارىء لظهور اقتصاد جديد” التعاوني” وانتهى إلى الفصل الرابع وفيه ينتفي وجود مفهوم رأس المال، وعدم الاعتماد على رأس المال، ويقع الكتاب في 143 صفحة الكترونية.