الشاعر فايد إبراهيم: قلمي وألمي توءمان منسجمان في نسج خيوط الأمل… والبيئة الريفية تغذي مشاعري (نقلاً عن العروية)
القبو كبقية القرى الجبلية تمتاز بطبيعتها الخلابة و أنجبت مبدعين كثر مازالت تفخر بعطاءاتهم ونتاجاتهم الفكرية…
.. و الشاعر فايد إبراهيم أحد أبنائها و ترعرع في أحضانها فأعطته الكثير من ملامحها المميزة و حصد جوائز أدبية (بالشعر) داخل القطر وخارجه…انتسب إلى اتحاد الكتاب عام ١٩٩٥بعد أن صدر له ديوانان شعريان هما (همسات في ظلال المحبة) و(بيديك مفتاح المدينة”…
التقت العروبة الشاعر ليحدثنا عن تجربته الأدبية….
-متى كانت بدايتك وكيف تطورت..؟
بدأت محاولاتي الأولى بكتابة الشعر في المرحلة الثانوية، و كان علي أن أشارك في بعض المسابقات الشعرية قبل أن أسعى إلى النشر، ولابد من القول إن تطور أي شاعر يحتاج إلى قراءة ناقد مبدع…
-ما أثر الطبيعة والبيئة التي عشت فيها للارتقاء بشعرك وهل دخلت مفرداتها في موسيقا الشعر…؟
كان لشموخ الجبال المطرزة بآيات الجمال ومنعرجات الوديان الملثمة بظلال المحبة، و لأغاريد الطيور التي ترتل آيات الصفاء الأثر الرائع، و كروم العنب والتين أراجيح لأحلام طفولتي، و لي مغامرات مع حقول القمح وعصافير الصباح وشبابات الرعيان وأغانيهم الوردية….فللبيئة الريفية الدور الكبير في تغذية أحاسيسي ومشاعري.
-كيف تعبر عن المعاناة اليومية والتجارب الحياتية الصعبة.. .؟؟
الشعر يولد من رحم المعاناة، وثمرة مرارتها الحلوة، أن آلامنا واحدة …وعلى الكلمة المعمدة بالنار نتوكأ، قلمي وألمي توءمان منسجمان في نسج خيوط الأمل؛ فقلمي الذي يعاني حاذق في ابتكار المعاني والتحليق بها. ..
-في أي نوع من الشعر تجد نفسك؟ في القصيدة العمودية أم في قصيدة التفعيلة أم في القصيدة النثرية؟..
بدأت بكتابة القصيدة العمودية ثم انتقلت إلى قصيدة التفعيلة، ومازلت أكتبهما مستمتعا بروعة موسيقا الشعر وإيقاعها اللذين يتناغمان مع نبض أحلامي ومع إيقاع الحياة، كتبت نصوصا نثرية كثيرة ونشرت بعضها، ولكني أسميها خواطر أو نصوصا أدبية وهذا لا يعني أني لا أجد نفسي فيها فللنثر الفني الناضج جماليات مدهشة….
-بمن تأثرت من شعراء عصرك ومن الشعراء القدماء..؟
لاشك أن كثير من الشعراء العمالقة أغنوني بثرواتهم الأدبية وأدواتهم الفنية لقد حفظت المعلقات السبع غيبا و قرأت معظم أشعار العصور الأدبية ، ثم انتقلت إلى دراسة الأدب الحديث ومدارسه وتأثرت بالسياب ومحمود درويش ونزار قباني والماغوط كما تأثرت بالرصافي و الجواهري والبدوي وبشعراء النهضة الكبار..
– هل حركت الحرب الكونية على بلدنا مشاعرك لتؤرخها شعراً..؟
– الشعر مرتبط بقضايانا الوطنية وحاجاتنا الإنسانية وهذا ما جاء في داويني ، وديواني الأخير (حمامتان على نخلة حلبية) حافل بالقصائد المعجونة بعبق انتصارات جيشنا البطل وشعبنا العظيم..
– هل استوقفك التاريخ وعبرت عنه في قصائدك..؟
على الأديب أن يقف عند الأحداث التاريخية ليوظفها في نتاجاته بما يخدم المستقبل الإنساني الجميل.. و لدي عشرات القصائد التي قبست أنوارها من أسرار التاريخ لتكون عبرة ومعبرا للمستقبل الأجمل…
- أين المرأة في مفرادتك وتعابيرك ؟
المرأة أمومة النخلة وحاملة جرة الصباح… اليمامة والعندلة والغزالة.. من لدنها يقبس الشاعر آيات الجمال، المرأة هي الأم والحبيبة والأخت والابنة وهي رفيقة العمر … تلد الأبطال وتربي الأجيال وتفتح آفاق الآمال وتوحي بآيات الإبداع…
– الأساطير وإدهاشها.. هل استوحيت منها شعرا…؟
الأساطير باكورة ثمار الحضارات،, ولابد للشاعر من تنسم عبقها وارتشاف رحيقها والاتكاء على جمال رموزها والسفر في رحابها إلى عجائب العالم المدهشة، إن شغفي في قراءة الأساطير عمق رؤياي ووسع فضاء مداركي وأثرى قاموسي الإبداعي إلى أبعد الحدود.
-هل أنت مع التجديد في الشعر وزنا وقافية لمواكبة العصر…؟ التجديد يجب أن يكون تجاوزا إلى الأجمل ، إن ما يصل إلينا من جديد الشعر (الفيسبوكي) ليس إلا أكفانا للإبداع ومحنطاته، وفي المقابل هناك شعراء جدد ترفع لهم القبعة.
عفاف حلاس