محاضرة عن النَّفَسْ الملحمي في شعر ريم البياتي للأديب منذر عيسى في طرطوس…

"الرمز والأسطورة، سفر بهلول السومري، نموذجاً"

يعمل فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب ضمن خطة تتضمن رؤية أدبية تتابع بعناية قراءة إنتاجات فرع طرطوس الأدبية من الأجناس الإبداعية كافة، لذلك أقام الاتحاد هناك يوم الأحد 4/8/2024 محاضرة بعنوان: (النفس الملحمي في شعر ريم البياتي “الرمز والأسطورة، سفر بهلول السومري، نموذجاً”) ألقاها رئيس فرع طرطوس للاتحاد الأديب أ. منذر عيسى، في قراءة للمجموعة الشعرية الجديدة “للغرباء والمنفى” للشاعرة ريم البياتي.
الوقفة الأولى للقراءة كانت عند قصيدة (سفر بهلول السومري)، التي ذكر الأديب منذر أن فيها استدعاء مباشراً للتاريخ، فكلمة سفر مثلاً جمعها “أسفار” وهي الكتاب الكبير، وتطلق على أجزاء من التوراة وهي قليلة الاستخدام حالياً، ويرى أن العنوان شامل لقضايا تاريخية وحضارية وفكرية وأدبية تم إسقاطها على الحالة الراهنة، وقد استحضرت الشاعرة شخصية بهلول الإشكالية ونسبته إلى أجداده السومريين مؤكدة غنى هذه الشخصية ودورها في نشر نور الحكمة والضياء، كما استدعت في قصيدتها (عشتار) آلهة الحب والحرب وحضارة بلاد الرافدين)، والإله (الراعي) الذي كان ينافس تموز في حب عشتار، بمعنى أن الشاعرة حشدت الكثير من رموز الأسطورة وفي حالة تشبه حالة الخلق الأولى وقيامة الأرض.
ولفت الأديب المُحاضر إلى أن الشاعرة وظّفت رمزية الدائرة شعرياً حيث هي الروح، ومن ثم الوعي الكوني ، وبكثير من الأحيان ترمز للآلهة وهي المالكة للوحدة والتوازن والعدل، وأكّدت أنثوية الأرض ورحابة رحمها الولود وجمالية الكون واكتمال خلقه، وهذا رمز شائع في عدد كبير من الثقافات والأديان والتيارات الفكرية، وهي تستخدم الأسطورة مراراً وتكراراً حيث ذكرت خديعة الملك “تنتالوس” و”ديوجين ” و”أكتيون” ، ويرى أن ما قامت به الشاعرة من إعادة قراءة التراث الحضاري من منظور واقعي وبشكل إيحائي، شكّل ربطاً بين تجارب الماضي والحاضر دون الخوض في تفسير هذه التجارب.
الجدير بالذكر أن الشاعرة ريم عضو اتحاد الكتاب العرب- جمعية الشعر، ومجموعتها الشعرية هنا جاءت على امتداد مئة وثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط، وضمّت أربعاً وعشرين قصيدة، تصدّرتها قصيدة (سفر بهلول السومري) بنفس ملحمي قارب العشرين صفحة، كما أن هذه المجموعة صدرت عن دار السرد للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد بعد عدّة مجموعات هي (هذيان الحطب، شوك السنابل، مزامير الوجع، لتلك الوجوه أصلي).

محاضرة عن النَّفَسْ الملحمي في شعر ريم البياتي للأديب منذر عيسى في طرطوس…

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات