الإعلان عن الفائزين بمسابقتي الفيلم القصير المقاوم والقصة الساخرة (نقلاً عن البعث)

ملده شويكاني

كانت الأم الفلسطينية حاضرة بقوة بفيلم “قلادتي” الذي حصل على الجائزة الأولى، وعُرض في حفل إعلان نتائج الأفلام الفلسطينية القصيرة الذي أقامه اتحاد الكتّاب العرب ممثلاً بالدكتور محمد الحوراني،  وبالتعاون مع مؤسسة “بيت الفن والأدب”، بعنوان” الفيلم القصير المقاوم.. معاً نحو أطفال غزة ومعاناتهم” في مكتبة الأسد بإدارة الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب، بالإضافة إلى دعم وزارة التربية ممثلة بوزيرها الدكتور محمد عامر المارديني بمسابقة القصة القصيرة الساخرة.

وتكاملت الاحتفالية بمشهدية السينما والمسرح والرواية والقصة، وعكست صورة حقيقية عن العلاقة التواشجية بين الأدب والفنون، وعن المبادرة الإيجابية بالتنسيق بين جهات رسمية وخاصة، وعبّرت عما يدور في غزة من فظائع وانتهاكاك من خلال الأفلام المشاركة، والتي بلغ عددها الستة والعشرين فيلماً.

وفاز بالجائزة الثالثة مناصفة فيلم “لحظة” للمخرجة ندى شعبان، ويتطرق إلى معاناة أطفال غزة وحرمانهم من الطعام الذي بات حلماً من خلال طفل يقول لوالده “بابا جوعان”، وبخط درامي آخر يتشابك الحدث مع توثيق مشهد يصوّر عدم وصول المساعدات. وفاز فيلم “حلوى البطيخ” للمخرجة بذور شحادة بالجائزة الثالثة مناصفة، والفيلم ناطق باللغة العبرية برمزية البطيخ إيماءة إلى قتل الأطفال ومحاولة القضاء على أصحاب الأرض “نحتاج إلى إزالة بذور البطيخ”.

أما الجائزة الثانية فذهبت إلى فيلم “جذور” للمخرج غيث علوش، ويركز فيه على التشبث بغابات الزيتون والعلم الفلسطيني في كل من يروّج للتطبيع من خلال مشاركة شخصين فلسطيني وإسرائيلي صحن الزيتون، ومن ثم غدر الإسرائيلي بتهديد الفلسطيني بالقتل لطرده من منزله.

أما  الجائزة الأولى فكانت لفيلم “قلادتي” لعلي الشالاتي، ويدور حول دور المرأة الفلسطينية بدفع أطفالها للمقاومة وتقليدهم القلادة التي تعني الاستمرار والصمود، ويكتمل الحدث باستشهادها وهي تعمل على بناء حجر الأساس لمنزلها بأرضها.

واحتفاءً بالأدب الساخر، عرض فيلم “كاميرا أبو زعبوط” عن قصة كاميرا الشعور للكاتب الدكتور محمد عامر المارديني من مجموعته القصصية “أسلاك شائقة” سيناريو عماد نداف وإخراج هشام فرعون، وبطولة جمال العلي وفريد واكيم وعدد من الفنانين الهواة، وقد اعتمد نداف في كتابة السيناريو على توثيق المشهد الساخر بجملة من القصة، ولم يخلُ الإخراج من السخرية بدور الشخصيتين الأساسيتين “أبو زعبوط” -واكيم- الذي يصوّر بكاميرته يوميات الناس وهمومهم المتعلقة بالغاز والكهرباء والضرائب والامتحانات، وشخصية “الهدهد” – جمال العلي- بدور المحقق، ويدخل الذكاء الاصطناعي الخط الدرامي.

ومن السينما إلى المسرح، إذ عُرضت لوحة مسرحية ناقدة أسلوب التحاور الخاطئ بعنوان “مذيعة” بإشراف جمعية المسرح في اتحاد الكتّاب العرب من تأليف وإخراج وتمثيل عمر أيوب، تشاركه التمثيل إيمان بركات وإياد يوسف ونضال حليحل، وتدور حول برنامح حواري، تألقت فيه إيمان بركات بدور المذيعة المتحكمة بالحديث، فتسأل وتجيب عن ضيفها أحد وجوه الثقافة العربية عن الحداثة والفكر العربي، لنفاجأ بأن الضيف يحمل شهادة دكتوراه مزيفة.

كما كُرم فنان الكاريكتور العالمي الزميل رائد خليل عضو اتحاد الكتّاب العرب _جمعية القصة والرواية- الحائز على أكثر من مئتي جائزة دولية خلال هذه الاحتفالية، تقديراً لبساطة قلمه وحدة ريشته، والذي استطاع أن يلخص معاناة المواطن والوطن، كما ذكر رئيس اتحاد الكتّاب العرب محمد الحوراني في كلمته.

ومن جانب آخر حظيت الفعالية بتوقيع الدكتور محمد عامر المارديني روايته الساخرة “صاحب الظل القصير”. واستهلت الاحتفالية بكلمة د. محمد الحوراني: “ما بين بطولات أهلنا في فلسطين، وموقف معظم الأنظمة العربية من مسلسل الإبادة ومحاولات اقتلاع الشعب المقاوم من أرضه قصص من السخرية وروايات من التهكم وحكايات من الوجع والألم، ستصاغ ملامح عز وثبات على موقف وتصميم الدفاع عن أرض تخلى عنها الجميع إلا الرجال الرجال”.

كما أشار إلى دور الأم الفلسطينية خاصة والمقاومة عامة بتوريث حكاية البطولة، ونوه بالإيمان بقدرة شبابنا على تصوير هذا الواقع ونقله إلى العالم والتمسك بالأمل المقاوم.

ومن ثم توقف توفيق أحمد عند دور اتحاد الكتاب العرب _ جمعية القصة والرواية- بمهرجان السخرية بالأدب والفن، ويعد هذا المهرجان الثاني واحداً من فعالياتها.

كما ألقى الدكتور المارديني كلمة قال فيها: “قصة من بضعة سطور تخطها أو صفحات ترويها، فيحار القارئ أن يضحك استهزاء أو يبكي حرقة وألماً، وتابع بأن كتابة نص ساخر كوسيلة لإلقاء الضوء على الصعوبات والمشكلات ونقدها بأسلوب يترك عظيم الأثر بأذهان الناس، عبر حثهم على التفكير بتشخيص الداء واجتراح الحلول والبحث عن العلاج الناجع، هو جوهر الأدب الساخر، الذي يعد إحدى الطرائق التي تسهم بنبش القضايا المهمة بطريقة ممتعة تعزز الوعي”.

وبين المارديني أن كتابة الأدب الساخر من أصعب المهمات لكونها تتطلب القدرة على تلقف الأفكار المتناقضة، وصوغها بأسلوب سلس رشيق لا يخوض كثيراً بالوصف والتفصيل، لكنه في الوقت ذاته يعبّر عن الفكرة فيوجه السهم نحو الهدف بذكاء يحترم عقل القارئ، ويرسم ضحكة عريضة على محياه.

وأشار إلى أن جمهور الأدب الساخر أكبر وأوسع لكونه يتوجه إلى كل من يرغب بتخفيف وطأة الواقع بالسخرية منه أو قراءة الحكايات المضحكة عنه، وعقب على دور الأفلام الفائزة في وجه الظلم والهمجية البربرية ومقاومة العدوان، ولا بد من الإشارة إلى دور الأدب والفن بتعزيز دور الثقافة والوطنية والهوية والتراث.

واحتفاءً بمهرجان الأدب الساخر الثاني، وجه د. المارديني تحية إلى أبرز كتّاب الأدب الساخر، داعياً إلى تكريس يوم سنوي لإحياء هذا النوع من الأدب.

وفي نهاية الاحتفالية كرّم رئيس اتحاد الكتّاب العرب محمد الحوراني، ووزير التربية د. محمد عامر المارديني، وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد، ولجنة تحكيم مسابقة القصة القصيرة المؤلفة من الأرقم الزعبي، وعماد نداف، والمخرج أيهم عرسان، والمخرج هشام فرعون، وعمر الجباعي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية، ومحمد صفاء مدير مؤسسة بيت الفن والأدب، والكاتب رياض طبرة، الفائزين بمسابقة القصة القصيرة الساخرة.

فكان الفائز الأول منذر حسن الشيخ ياسين عن قصته “شيزوفرينيا”، والثاني محمود ماجد الخضر عن قصته “انتكاسات مزمنة بين الحلم والواقع”، والثالث أريج بوادقجي عن قصتها “أي أنا”.

وحسين وسيم أبو زيد أصغر مشارك عن قصة “الحذاء”.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات