اتّحاد الكتّاب العرب يستضيف د. حازم نهار في أول لقاء مفتوح بعد السقوط…

د.الحوراني: كان لدينا مشكلة كبيرة تتمثل بالخوف من الفكر الآخر

حرصاً على دور المثقّف الحقيقيّ ودوره المهمّ في المرحلة الحاليّة استضاف اتّحاد الكتّاب العرب اليوم ٢٠/١/٢٠٢٤م الباحث والكاتب السوريّ د. حازم نهار في لقاء مفتوح تحت عنوان: “المثقّف وتحدّيات بناء الدولة”، تناول الباحث فيه عدداً من القضايا التي تهمّ السوريّين، وتساهم في إعادة بناء وعيهم الوطنيّ.

بدايةً بيّن رئيس اتّحاد الكتّاب العرب في سورية د. محمد الحوراني أسباب اختيار هذه الشخصيّة (د. حازم نهار)  في هذا اللقاء المفتوح، إذ تمتلك فكراً وثقافةً مختلفين عن تلك الثقافة الإقصائيّة والإلغائيّة التي كنا نشهدها كثيراً، مؤّكداً ضرورة القيام بمثل هذه اللقاءات بعد أن كان لدينا مشكلة سابقة كبيرة في المشهد الثقافيّ تتمثّل بالخوف من الفكر الآخر.

قدّم الباحث تعريفاتٍ ومفاهيمَ عن المثقّف، مركّزاً على أهمّيّة التفكير النّقديّ الذي هو ضدّ التفكير الإيديولوجيّ، وعلى أنّه من المهمّ أن يكون هناك رموز ثقافيّة وفنّيّة تساهم في تشكيل الروح الوطنيّة، وتطرّق إلى بدايات عصر النهضة الذي أنتج تيّارات فكريّة سياسيّة تبلورت في أحزاب لم تكن منتجة للدولة،  وكانت مسيرة الثقافة حسبما ذكر خلال الجلسة منذ القرن العشرين وحتى اللحظة انحداريّة، وعمّا يتعلّق بالحاجات والتحدّيات أكّد د. حازم أنّنا بحاجة إلى إعادة بناء الخطاب الوطنيّ بشروط ومعايير بعيدة من الرؤى الإيديولوجيّة، وتفرّق بين مفهوم الدولة الذي يختلف عن مفهوم السلطة، وذكر أنّ سورية أمام تحدّيات هائلة، فالمثقّفون معنيون ببناء الحكاية السوريّة الوطنيّة، إذا لا شعب لا يحتاج إلى حكاية وثقافة تبني الروح الوطنيّة عنده، كما أنّ السوريّين ليسوا بريئين من كلّ ما جرى في سورية، هذا ما قال د. حازم في نهاية الجلسة فهُمْ حَسْب رأيه ساهموا في حالة الاستبداد التي كانت على مدار نصف قرن سابق.

تخلل اللقاءات مداخلات وأسئلة كثيرة من قبل الحضور أغنت اللقاء الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات، منهم من شدّد على ضرورة أن يبقى الاتّحاد على ثوابته وخصوصاً ما يتعلّق بالنظام الداخليّ له، ومنهم من لم يفضّل أن يكون هناك سرديّة سوريّة جديدة من منطلق أنّنا نمتلك تاريخاً سحيقاً من السرديّات، وكذلك  أشار البعض إلى ضرورة التركيز على كيفيّة إيصال الثقافة الحقيقيّة إلى أكبر عدد ممكن من السوريّين باستخدام الأدوات الذكيّة والبراغماتيّة، واجتمع الأغلبيّة من الحضور الثقافيّ والفكريّ والأدبيّ على أنّ سورية غنيّة بشعبها ومفكّريها الذين يجب أن يكون لهم دور فاعل في إعادة تشكيل الوعي الوطنيّ، مركّزين على الحاضر والمستقبل دون الرجوع إلى الماضي.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات