اتحاد الكتاب العرب والبيت الروسي في أمسية للشاعر أيمن أبو الشعر..
نظّم اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع البيت الروسي بدمشق يوم الخميس 14/11/2024 أمسية شعرية للشاعر أيمن أبو الشعر رافقها ندوة مكثفة حول كتابه الجديد الصادر عن اتحاد الكتاب العرب و الذي جاء تحت عنوان “مع الكاتب العالمي جنكيز إيماتوف”، قدّم فيها الشاعر أيمن عمله الشعري الجديد “هذا أوان الجوع شدوا الأحزمة” وقصائد أخرى، حيث شارك بالأمسية رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني، ومعدّة الفلم الوثائقي عن الشاعر أيمن أبو الشعر الصحفية رحاب حوّات، والشاعر د. راتب سكر، وبمشاركة وإدارة الشاعر د. ثائر عزالدين.
تحدّث الدكتور محمد الحوراني خلال مشاركته عن أنَّ الدكتور أبو الشعر ليس كغيره من المترجمين عن اللغة الروسية؛ لأنَّه ليس من أولئك الأشخاص ممنْ خطَّ كلمةً من هنا أو هناك ليتعلموا الكلمة التجارية ويشتغلوا عليها من أجل أن يكون لها رصيد من الكتب في الأسواق، ولا يمكن أن يترجم كتاباً ويضيف عملاً لنفسه، إلا إذا كان يدرك تماماً أنَّ العمل يُشكِّل إضافة حقيقية للمكتبة العربية وغيرها، فهي أمانة كبيرة لا بدَّ أن يتحلى المثقف الحقيقي أو العضويّ بها، فهو يغوص عميقاً في احتياجات أمته والمشهد الثقافي والأدبي، وما يماثل المشهد من أجناس أدبية يمكن أن تكون في المجتمع الحالي أو ذاك، فكان واضحاً من خلال ترجمته، ولاسيَّما في عمله الأخير، حيث يتحدَّث في جوانب مهمة عن المؤلف أو صاحب الكتاب وتاريخه وتجربته وإخلاصه لأرضه وانتمائه لها، فيظهر التقاطع بينه وبين من ترجم لهم سواء أكان جنكيز إيتماتوف أم رسول حمزاتوف، والشخصيتان لهما حضور كبير ليس على المستوى الروسي والسوفييتي فحسب وإنَّما على المستوى العالمي، لأنَّه يؤكِّد عمق انتمائه للأرض، فيترجم بلغة وأدب إنساني عاليين، حاملاً شغفاً حقيقياً يمكن وصفه بأديب وشاعر حقيقي بدا من خلال لغته.
جاءت مقدمة الكتاب بخط الدكتور راتب سكر الذي أشار في الأمسية إلى أن موضوعات كتاب أبو الشعر تنوَّعت مع الكاتب العالمي جنكيز إيتماتوف، والأساليب الأدبية والفنية في كتابتها، بين “النقد الانطباعي، أدب السيرة والمذكرات، الحوار، المقابلة، الترجمة” تنوّعاً فرض حضوراً ملحوظاً لإفادته من مناهج عدة، وخاصةً التوصيفي، التحليلي، التركيبي، النفسي، الاجتماعي، فكانت منفتحة على علم “الأدب المقارن”، فرضتها صلات موضوعات الكتاب بمنحز أدبي ثري متنوع، ترجم في زمن قياسي إلى عدد كبير من لغات المعمورة، للأديب ابن جمهورية قرغيزستان، عندما لم يكن عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة .إنَّه ابن هوية لغوية وقومية من خارج الهويات ذائعة الانتشار عالمياً، كما فرضتها مواقفه من القضايا الإنسانية العامة، وأثارت اهتمام أعلام الآداب والثقافات في البلدان المختلفة، توافقاً وانسجاماً أو تبايناً مختلفاً.
بهذه المناسبة ذكر الدكتور ثائر زين الدين أن الكاتب اعتاد جمع الأدباء سنوياً على مائدة وافرة بكلِّ ما يطيب، لكن العام الحالي، جمعهم حول مؤلف متميز تناول عملاً روائياً باهراً ليس في الأدب السوفييتي والروسي فحسب بل في الأدب العالمي، وأصبح بين أيدي القرَّاء، كون الكاتب يتحلى بذائقة شعرية أدبية، ترجمه وفق رؤية نقدية عن مجمل أعمال الكاتب القرغيزي جنكيز أيتماتوف، فأعماله قرأناها فتياناً وشباباً، ومن يتذكَّر قصة “المعلم الأول” يعلم كم تبعث الروح في كثير من اليساريين العرب، إضافة إلى قصة “وداعاً ياغوليساري”، وبعض الأعمال الأخرى المهمة، منوِّهاً إلى ترجمته رواية “جميلة”، وسبقه خيري الضامن إلى ذلك، كما أعاد ترجمتها بناءً على طلب دار النشر إضافة إلى أعمال أخرى ترجمها، بيد أنَّ كتابه الأخير الصادر جمع الكتَّاب الروس جميعهم في صفحتين أو ثلاث صفحات، مُبيِّناً أنَّ أبا الشعر ترجم أعمال عدة منها: “مكسيم غوركي، إيفان بونين، وغيرها”.
تخلل الندوة مقطوعة موسيقية بعنوان “الشعب التشاركية” أداها الفنان الملحن معن دوارة، وأغنيتي “عودة شهيد، إنهض” للمطربة لانا هابراسو، والجدير ذكره أن أيمن أبو الشعر أيمن شاعر سوري معاصر ولد في دمشق عام 1946، ثم تلقَّى تعليمه فيها، ونال الدكتوراه في الآداب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية العليا، كما عمل في مجال الترجمة الأدبية في موسكو، وفي المجال الإعلامي شملت الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة قرابة أربعة عقود.