أشعار بتوقيت غزة (نقلاً عن الثورة)
الثورة – فاتن دعبول:
لم يكن الشعر يوماً إلا قلوباً تنبض على وقع ما يحدث في المجتمع أولاً وعلى وقع أبناء جلدتهم ثانياً، وما نشاهده اليوم في القدس يدمي الروح قبل العيون، ويترك في القلب جرحاً لا يندمل، ومن أقدر من الشعراء ليوثقوا بقلم من دم ونار ما يحدث من قتل وتدمير ووحشية ومجازر جماعية.
في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب اجتمع ثلة من الشعراء في وقفة تضامنية مع إخوتهم في فلسطين المحتلة ينددون بالجرائم ويعبرون عن مشاعرهم النبيلة تجاه تضحيات شعب عرف معنى البطولة وخبر أن الكرامة تراق دونها الدماء.
وبين د. ابراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أهمية تضامن العرب في هذه المحنة التي يمر بها أهلنا في فلسطين، وخصوصاً أن أميركا تحشد قواتها وتمد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والعتاد، وناشد أن نقف وقفة رجل واحد في وجه هذا الطغيان الذي يخترق كل القيم الإنسانية.
وفي تقديمه بين الأديب الشاعر عماد عبيد دور الشعر في التقاط اللحظة والحدث، فكيف إذا كان الحدث يجري عند من يشاركوننا الدم والعرق والمصير، يقول:
مطر حامض فوق غزة وأريحا، فوق ريحان الجنين
يدفن الأسماء في رحم التراب، ويعري الأزمنة
أي تاريخ شربنا، أي صبح لا يجيء
أي تابوت تمطى، فوق تلك الأمكنة
وتحت عنوان” غزة في القلب” توقف الشاعر جهاد الأحمدية رئيس جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب عند ما يجري في غزة ويصف تلك الضحايا والأشياء وكيف يأتي العدو الغاصب على كل شيء، البشر والحجر:
عين على غزة وعين لا تنام
مقلة تبكي دماً والقلب جرح مستدام
عين على غزة وعين أبرقت حزناً على امرأة
تلملم ما تناثر من تفاصيل ابنها المنشول من بحر الركام.
عين على طفل يفتش بين أشلاء الضحايا
عن بقايا ثدي أم.
عين على أم تنادي سبعة الأطفال كي يتجمعوا
من حول لهجتها.. ولكن لا أحد.
وفي قصيدته يعرض الشاعر جابر أبو حسين لمشهد من لحظات ما قبل العاصفة، يقول:
الليل طويل يا أمي والوحش على الأبواب
يراقب أضواء البيت وتقلقه شمعتنا
هل يخشى الوحش من الضوء
ومن عينيك الطافحتين بتل الزعتر
ياماها..
للوحش قواعد تحمل أورام بذاءته
وله أنياب تدمي بالحقد ضحاياه، لكن يكسرها العظم إذا ما القلب تبناه..
الليل يعلق أحلامي فوق سياج الرعب
يقهره فوق البسمة والجهات.
ويرى الشاعر محمود حامد أن ما يحدث في فلسطين يشبه الزلزال الذي سيقلب الطاولة على الأعداء ببطولات وبسالة الشعب في فلسطين، يقول:
أرأيت أروع من جهنم تبتدي
مشوار عودتنا بريح عاصفة
طوفان أقصاها دم، ورد،
وشالات تلوح زاحفة
فتلمسي فينا زلازل عزنا
هبت تدوي في الجراح النازفة
هي لحظة في الدهر أعددنا لها
والمشتهى تلك البداية خاطفة.
وقدم الشاعر العراقي فائز الحداد مجموعة من القصائد بين فيها بطولات وصمود الشعب في فلسطين المحتلة وأن النصر لابد سيكون حليفهم لأنهم يؤمنون بقضيتهم العادلة، وأنه آن لهذا الغاصب أن يغادر وطناً سلبه عنوة من أهله وعاث فيه القتل والإرهاب بأبشع صوره.
كانت أمسية وطنية عربية بامتياز، أظهر الشعراء خلالها ذاك الحس العميق وذاك التضامن مع الشعب في فلسطين المحتلة.